رسوم البنوك التي شاركت بطرح أرامكو؟

جيش البنوك العاملة على إدراج شركة أرامكو السعودية سيتقاضى مجتمعاً رسوماَ قدرها 90 مليون دولار أو أقل بعدما قلص عملاق النفط صفقة كان يُنظر إليها بادئ الأمر كفرصة ذهبية لعملية تنطوي على مبالغ مالية ضخمة.

 

طرحت السعودية جزءٍ من أسهم شركتها النفطية للاكتتاب العام. ومعروف أن شركة “أرامكو” السعودية، التي خلفت “شركة النفط العربية الأمريكية”، التي أسستها شركات أمريكية في الأصل ،  وهي المنتج الأكبر للنفط في العالم بأدنى تكلفة إنتاجية، وتتمتع بسمعة طيبة كونها تُدار بشكل جيد للغاية، وكل ذلك ساعدها في أن تصبح الشركة الأكثر تحقيقاً للأرباح على الأرض.

 

أكبر طرح أولي في التاريخ

وشهدت الخمسة والعشرون بنكاً التي عينتها أرامكو كمديري دفاتر طرحها الأولي المحلي رسومها المتوقعة تتضاءل رغم سنوات العمل على الإدراج الضخم الذي طال تأخره.

وقدرت السعودية بداية قيمة شركتها الحكومية بتريليوني دولار، لكن جرى خفض الرقم إلى 1.7 تريليون دولار على أقصى تقدير. وقررت أرامكو مؤخرا طرح 1.5 بالمئة فقط من أسهمها، دون توقع كان يبلغ اثنين بالمئة. وألغت الشركة أيضاَ مناسبات ترويجية في أسواق متقدمة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، مديرة ظهرها لمعظم الاستثمارات الدولية.

واشارت مصادر مطلعة إن البنوك ستتقاضى 35 نقطة أساس من الأموال المتحصلة. يعادل هذا نحو 90 مليون دولار إذا سعرت الشركة الصفقة عند سقف نطاق التسعير، لتجمع 25.6 مليار دولار، لكنه سيظل أكبر طرح أولي في التاريخ. ولم ترد أرامكو حتى الآن على طلب للتعليق.

 

حجم الاسهم المعروضة

لو نجح المصرفيون بمساعدة أرامكو على تحقيق القيمة المستهدفة عند تريليوني دولار وبيع 2% من أسهمها -وهو ما بات مستحيلا الآن- لكانت البنوك ستحصل على 50 نقطة أساس. اي رسوماً تتجاوز 200 مليون دولار. وهي اقل مما دفعته علي بابا لنحو 35 بنكاً شاركت في صفقتها في 2014 والتي جمعت 25 مليار دولار. في غضون ذلك، دفعت فايسبوك 176 مليون دولار لنحو 30 بنكاً شاركت في طرحها الأولي في العام 2012، وهي الصفقة التي جمعت 16 مليار دولار. وفي حين كان من المتوقع دائماً أن تدفع أرامكو رسوماً أقل، فإن الحجم الضخم للأسهم المعروضة للبيع والتوقعات لمشاركة كبيرة من المستثمرين الدوليين، كان يعني توقع البنوك عائداً أعلى بكثير.

 

منافسة شرسة

ستحصل البنوك التسعة الرئيسية على الجزء الأكبر من الرسوم. ومن بينها سيتي وجولدمان ساكس ومورجان ستانلي وجيه.بي مورجان، إضافة لبنوك سعودية كالأهلي التجاري ومجموعة سامبا المالية. وبالرغم من توقعات محاولة بعض البنوك استقطاب استثمارات من صناديق غربية في الصفقة فمن المستبعد تخلي أرامكو عن أي بنك في هذه المرحلة المتقدمة. لكن الإدراج سيساعدهم في تدعيم موقعهم على جدول ترتيب أسواق الأسهم. وتنافست بنوك الاستثمار بشراسة للحصول على تفويض من أرامكو منذ أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عام 2016 عن خطة لبيع 5%، كحجر زاوية في خطة “رؤية المملكة 2030” لتنويع موارد اقتصاد أكبر بلد مصدر للنفط في العالم. وقالت أرامكو إنها أرجأت الإدراج في العام 2018 للاستحواذ على 70 بالمئة في عملاق البتروكيماويات الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، في تحرك يُنظر إليه كمحاولة لدعم تقييم الشركة.

 

البنوك السعودية مستفيدة

سيكون دفتر الاكتتاب محلياً بالكامل تقريباً، ولكن ربما يتقدم بعض المستثمرين الأجانب المؤهلين، في إشارة إلى المستثمرين الأجانب المسموح لهم بالاستثمار في الأوراق المالية السعودية. فالصناديق الأجنبية لا تميل إلى تقييم الشركات السعودية بشكل مرتفع كما يقيمها المستثمرون المحليون، ويرجع ذلك جزئياً إلى قلقهم من المخاطر الإقليمية. وستستفيد بنوك سعودية مثل البنك الأهلي التجاري ومجموعة سامبا المالية ومصرف الراجحي من بيع جزء كبير من الأسهم إلى المستثمرين المحليين وتقديم التمويل لهم.