فنزويلا: عقوبات وأزمة بنزين تدفع البلاد نحو إيران

تمر فنزويلا بأزمة نفطية خانقة جعلت مادة البنزين قطعة نادرة في بلاد هي صاحبة أكبر احتياطي للنفط في العالم. ويعود هذا النقص الحاصل في الإمدادات إلى القيود الصارمة والعقوبات التي فرضتها عليها الولايات المتحدة الأمريكية لعزلها عن الأسواق الدولية. أزمة دفعت فنزويلا للاتجاه نحو إيران لطلب المساعدة، بحسب ما تقوله وكالة بلومبيرغ الأمريكية.

ومنذ منتصف مارس /آذار 2020 فرضت السلطات في البلد اللاتيني تقنيناً في محطات الوقود في جميع أنحاء البلاد، وأمرت أصحابها بتسليم السيطرة إلى رجال الجيش، للإشراف على عمليات التوزيع.

عقوبات تقطع الإمدادات

بحسب بلومبيرغ، أوقفت العقوبات الأمريكية في شهر مارس/ آذار  على شركات نفط روسية كانت تدير عمليات الانتاج في فنزويلا، فجأة الإمدادات الرئيسية للدولة، التي تعاني أصلاً من تضخم مفرط ونقص في الغذاء وانتشار لفيروس كورونا.

ومنذ العام 2017 واجهت فنزويلا نقصاً مزمناً في مادة البنزين، عندما صعدت الولايات المتحدة العقوبات المالية على شركة النفط الفنزويلية PDVSA Petroleos de Venezuela SA))، لكن الوضع ازداد سوءاً بعد إجراءات إضافية استهدفت شركات تابعة لعملاق النفط الروسي “روسنفت” وهما Rosneft Trading SA” ” و “TNK Trading International SA” اللتان تقومان بتزويد  شركة النفط الفنزويلية بمكونات البنزين والبنزين مقابل شحنات النفط الخام.

حدث غير مسبوق

تحت الحجر الصحي بسبب انتشار فيروس كورونا مثل معظم دول العالم، اعتاد الفنزويليون على نقص السلع الأساسية بعد سبع سنوات من الانهيار الاقتصادي. ولكن في الأسابيع القليلة الماضية، ومع تشديد العقوبات الأمريكية، حدث شيء غير مسبوق، الدولة التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في العالم (تقدر بـ 302 مليار برميل من النفط الخام حسب تقديرات منظمة أوبك) وواحدة من أكبر منشآت التكرير في أمريكا الجنوبي، تكاد تنفد من البنزين.

ورغم ما يعانيه السكان من فساد ونقص في الغذاء والدواء كما تقول الوكالة، إلا أن نفاد البنزين في الدولة الغنية بالنفط يمثل ضربة مؤلمة مالياً ونفسياً.

وتلعب  إمدادات الوقود دوراً مهمة للغاية لفنزويلا، حيث يتم توزيع مخزون البنزين المحدود منها إلى الجيش والمنشآت الطبية والغذائية. وهذا يترك معظم الفنزويليين – الذين اعتادوا على التعبئة بشكل شبه مجاني- يدفعون أسعاراً باهظة في السوق السوداء للحصول على القليل من المشتقات النفطية.

التوجه نحو إيران

جعلت هذه الأزمة من فنزويلا أقرب إلى إيران حليفتها منذ فترة طويلة، وهي أيضاً تضرر اقتصادها بعد أن قلصت القيود الأمريكية الكثير من تجارتها الخارجية.

وقالت وزارة الخارجية الفنزويلية إن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ونظيره الإيراني حسن روحاني أكدا أنهما سيتعاونان في مشروعات الطاقة والزراعة والمال وكذلك في مواجهة انتشار فيروس كورونا.

ومنذ ذلك الحين، كانت شركة الطيران “ماهان آير” التي تتخذ من طهران مقراً لها، تسير رحلات  إلى الساحل الشمالي لفنزويلا لتوصيل مزيج البنزين، ومعها فنيو النقل وقطع الغيار للمساعدة في إصلاح مصفاة “أمواي” التي تعد واحدة من أكبر مصافي التكرير في العالم. فضلاً عن ذلك تدرس الحكومة الفنزويلية  شراء شحنات البنزين النهائي من الجمهورية الإسلامية عبر وسطاء.

رأي من المعارضة

ونقلت بلومبيرغ عن  المبعوث الأمريكي لزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، كارلوس فيكيو قوله: “ما هو شائن ولا يمكن تصوره هو أن الدولة التي لديها أكبر احتياطيات نفطية في العالم يجب أن تتلقى مساعدات إنسانية من إيران”. مضيفاً أن حلفاء مادورو يستخدمون تجارة البنزين لإثراء أنفسهم وأن المشاركين في الشحنات يعرضون أنفسهم لخطر العقوبات”.