روسيا تعزز وجودها الاقتصادي والعسكري في شمال أفريقيا

روسيا تعزز وجودها الاقتصادي والعسكري في شمال أفريقيا

 

استطاعت موسكو خلال العامين الماضيين أن تصبح لاعبا رئيسيا في دول الشمال الأفريقي، وحققت مكاسب كبيرة عسكرياً واقتصاديا على خطى الملف السوري الذي كسبته حتى الآن، وهو بالضبط ما حذرت منه وسائل إعلام غربية وأميركية معتبرة إياه غزواً هادئاً في شمال أفريقيا.

وفي مقال لها، تناولت مجلة فورين أفيرز الأميركية الثقل الروسي المتنامي قي تلك المنطقة الحيوية، بينما ينشغل العالم بقضية التدخلات الروسية في الولايات المتحدة وأوروبا.

ليبيا

يندرج اهتمام الكرملين بليبيا في سياق عودة النفوذ الروسي بشكل عام إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وصعود نجم الرجل القوي في الساحة الليبية (خليفة حفتر) الذي لم يعد من الممكن تجاوزه. هذا الأخير زار موسكو عدة مرات العام الماضي للحصول على دعم عسكري. وبمساهمتها في بناء صورة حفتر كرجل قوي وبالتالي تثبيت شرعيته، تهدف موسكو إلى وضعه في قلب المشهد السياسي وجعله مقبولًا من طرف حكومة طرابلس.

على الصعيد الاقتصادي، التقى رئيس شركة الطاقة الروسية الحكومية (روسنفت) إيغور ستشين برئيس مؤسسة النفط الليبية مصطفى صنع الله  في فبراير/شباط الماضي، واتفقا على التعاون لإعادة بناء قطاع الطاقة الليبي.

كما أخذت موسكو منذ مايو/أيار2016 منحى أكثر نشاطًا، حيث قامت بطبع 4 مليارات دينار ليبي (3 مليارات دولار) لصالح حكومة طبرق، مما أثار احتجاجات البنك الليبي المركزي المتواجد في طرابلس.

مصر

تفيد الأنباء بأن روسيا نشرت قوات خاصة وطائرات بدون طيار في قاعدة سيدي براني العسكرية غربي مصر لتدعم قوات خليفة حفتر في ليبيا. وفي الوقت نفسه، يُعتقد أن موسكو ستضع اللمسات الأخيرة لبناء محطة نووية في مصر، ومن المقرر أن تسلمها نحو خمسين طائرة مروحية من طراز “كاموف كا52” هذا العام، وعدد مماثل من مقاتلات ميغ29 عام 2020. وبحسب الإحصائيات الرسمية المنشورة على موقع “russian-trade”، أصبحت مصر الدولة الرائدة في التبادل التجاري مع روسيا في 2016 بقيمة بلغت 4.156 مليار دولار، حيث استوردت مصر من روسيا سلعًا بـ3.782 مليار دولار، وصدرت إليها سلعًا بـ373 مليون دولار.

تونس

في تونس أيضاً توجد روابط اقتصادية، فقد تضاعف عدد السياح الروس عشر مرات في 2016. ووقع الكرملين الخريف الماضي اتفاقية لبناء محطة نووية على الأراضي التونسية. بدوره، يقول الإعلام الروسي إن الجانبين بحثا إجراء التبادل التجاري بالروبل الروسي والدينار التونسي بدلًا من الدولار أو اليورو.

المغرب

خلال العام الماضي، زار الملك محمد السادس روسيا، ووقع إعلانا لشراكة إستراتيجية “معمقة” واتفاقات بشأن الطاقة ومكافحة الإرهاب، كما تطمح الرباط إلى زيادة أعداد السياح الروس خمسة أضعاف خلال السنوات المقبلة.

الجزائر

منذ زمن بعيد كانت الجزائر ولا تزال من مشتري الأسلحة الروسية، وقد وقع الجانبان عام 2014 اتفاقية بنحو مليار دولار تستخدم بموجبها الجزائر تقنيات ومكونات روسية لإنتاج 200 دبابة. وفي العام المنصرم، زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجزائر، وتلقت بلاده طلبات لشراء 14 طائرة مقاتلة من نوع سوخوي سو-30. وأخيراً، ستحصل الجزائر هذا العام على سفينتين روسيتين من نوع “كورفيت تيغر” مُسلَّحة بصواريخ كروز الروسية، وفي العام المقبل، ستتسلّم غواصتين من نوع “بلاك هول”.