الاقتصاد الإسلامي ينتشر ويحقق معدلات نمو قياسية

حقق الاقتصاد الإسلامي بمختلف فروعه أداء قوياً خلال عام 2018، وتشير التقديرات إلى أن المسلمين أنفقوا 2.2 تريليون دولار عام 2018 في قطاعات الأغذية والمستحضرات الدوائية ونمط الحياة المتوافقة مع الشريعة الإسلامية. ويعكس هذا الإنفاق نمواً سنوياً حيوياً يبلغ 5.2%، ومن المتوقع أن يصل إلى 3.2 تريليونات دولار بحلول عام 2024 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 6.2%، بحسب تقرير واقع  الاقتصاد الإسلامي العالمي.

ومع وجود تطورات لافتة خلال العام 2018، يكرّس الاقتصاد الإسلامي موقعاً مهما بشكل متزايد في الاقتصاد العالمي, يدفعه طلب متزايد من المستهلكين المسلمين على منتجات وخدمات مخصصة استناداً إلى الشريعة الإسلامية. وتدعم النمو العالمي 10 عوامل تشمل النمو والترفيه المرتفعين بين الكتل السكانية المسلم، وزيادة الالتزام بالقيم الأخلاقية. والمشاركة المستمرة للشركات والمستثمرين المتعددين الجنسيات والعدد المتزايد للاستراتيجيات الوطنية المخصصة للمنتجات الحلال والفرص ذات الصلة.

الأغذية الحلال

ووفقاً للتقرير الذي أعدته شركة “دينار ستاندرد” للبحوث والاستشارات، الشريك الاستراتيجي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، فقد شهدت الأغذية الحلال ثورة رئيسية في 2018 دفعتها التكنولوجيا وتطوير المراكز الحلال. وتشير التقديرات إلى أن قيمة إنفاق المسلمين على الطعام الحلال بلغ 1.4 تريليون دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 2 تريليون دولار بحلول عام 2024.

وظهر جلياً خلال عام 2018 أن الحكومات دعمت تطوير مراكز حلال مخصصة، مثلاً، حيث تبنت دولة الإمارات العربية المتحدة والصين اتفاقية بقيمة مليار دولار لإنشاء مصنع للأغذية ومعالجتها في دبي،  بينما تهدف إندونيسيا إلى  إطلاق  منصة لنمط الحياة الحلال بقيمة 18 مليون دولار.

التمويل الإسلامي

واكب التمويل الإسلامي التغيرات السريعة في السوق، فتبنى التكنولوجيا المالية والعملات المشفرة والصيرفة الرقمية. لكن وفيما تأخذ التكنولوجيا المالية التمويل الإسلامي إلى المستوى التالي لا يزال النمو الأخير يستند بقوة إلى الخدمات والمنتجات المصرفية التقليدية. وقدّر التقرير أن قطاع التمويل الإسلامي ساوى 2.5 تريليون دولار عام 2018 ومن المتوقع أن يصل إلى 3.5 تريليونات دولار عام 2024.

السياحة الحلال

ولفت التقرير إلى أن السياحة الحلال انتشرت بشكل كبير مؤخراً،  وهو ما يؤكده الإنفاق الكبير من قبل المسلمين على السياحة والذي يقدر بـ189 مليار دولار عام 2018.

وتتراوح عروض السياحة الحلال بين المنتجعات البحرية إلى الفنادق المخصصة للعائلات، وبين وكالات السفر والتطبيقات المخصصة لحجز الإجازات وتقييمها. وعلى مدار العام 2018 ظهرت العديد مت وكالات السفر عبر الإنترنت من “منال دوت كوم” إلى وكالة السفر الحلال عبر الإنترنت الجديدة “رحالة دوت كوم” التابعة لسرنديبيتي تايلورمايد في المملكة المتحدة، و”حلال هوليداي” ومقرها ماليزيا. وتدفع خطط حكومات منظمة التعاون الإسلامي خطط الاستثمار في القطاع أكثر سواء في ماليزيا أو إندونيسيا أو في تركيا والمملكة العربية السعودية.  وتقوم البلدان غير المسلمة بتسويق بلدانها على نحو متزايد للمسلمين، فقد وعدت اليابان مثلاً بتوفير بيئة متوافقة مع الشريعة الإسلامية خلال أولمبياد طوكيو 2020.

الأزياء المحافظة

وبحسب التقرير، فإن الأزياء المحافظة أكثر ظهوراً من أي وقت مضى  سواء في الشارع أو الإعلام أو عبر الإنترنت أو في عروض الأزياء، وتثبت تصميماتها أنها رائجة  في كل أنحاء العالم. وخلال العام 2018 تمّ تنظيم العديد من عروض الأزياء المحافظة للمرة الأولى في مدن حول العالم، من ميلانو إلى أكرا وموسكو وميامي. ويقدر التقرير إنفاق المسلمين على الملابس والأحذية في العام 2018 بـ 283 مليار دولار.

مستحضرات التجميل والأدوية الحلال

يُتوقع للمستحضرات الدوائية الحلال أن تحقق مزيداً من النمو فيما تستثمر الشركات بعيدة النظر في المجال وتنال اعتماد حلال، خصوصاً في ماليزيا وكوريا الجنوبية. وتدفع حكومات منظمة التعاون الإسلامي باتجاه إنشاء لقاحات وأدوية حلال. وبلغ إنفاق المسلمين على المستحضرات الدوائية 92 مليار دولار عام 2018 ومن المُتوقع أن ينمو إلى 134 مليار دولار بحلول عام 2024.

أما مستحضرات التجميل الحلال فتعد مجال نمو إضافي، ويتم إطلاق علامات تجارية جديدة بينما يوسع تجار التجزئة الإلكترونية نطاق العروض ويجذبون الاستثمار، على سبيل المثال، تخطط العلامة التجارية لمستحضرات التجميل الحلال “سيمبلي سيتي” لإدراج أسهمها في البورصة الماليزية, فيما ضاعفت “بوتيكات” وهي شركة ناشئة في مجال البيع الإلكتروني لمستحضرات التجميل والأزياء مقرها الكويت، قيمتها إلى 500 مليون دولار بعد حصولها على تمويل من شركة استثمار مقرها الخليج.  وتُقدَّر قيمة إنفاق المسلمين على مستحضرات التجميل بـ64 مليار دولار عام 2018 ومن المتوقع أن تصل إلى 95 مليار دولار بحلول العام 2024.

الإعلام والترفيه

220 مليون دولار هو مجموع ما أنفقه المسلمون على  الإعلام والترفيه في العام 2018، ويقول التقرير إن الإعلام والترفيه الحلال يمتلكان محفظة متنامية من العروض تشمل الأفلام والمسلسلات القصيرة، والمحتوى عبر الإنترنت، وصولاً إلى التطبيقات التي تستهدف احتياجات نمط الحياة الإسلامي. وتعمد الاستوديوهات ومنصات البث المباشر الرئيسية مثل نتفليكس إلى تبني وإنشاء محتوى جديد يجذب المشاهدين المسلمين فيما يتم تطوير قيم ثقافية إسلامية للأطفال في منصات عديدة.

وعلى الرغم من وجود مسافة على صعيد تغيير العقليات من خلال الإعلام، تعمل الاستوديوهات ومنصات البث الرئيسية على تكييف إنشاء محتوى جديد لجذب المشاهدين المسلمين سواء في البلدان ذات الأغلبية غير المسلمة أو داخل بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي، مثلاً تخطط نتفليكس لإطلاق مسلسل من الشرق الأوسط بعنوان “مدرسة الروابي للبنات”، وأطلقت مسلسلاً في إسبانيا  باسم “النخبة” تسلط الضوء فيه على التحديات التي يواجهها المسلمون.