فرص استثمارية لقطاع البناء في الشرق الأوسط

أكد قرابة 6 آلاف خبير ومتخصص في صناعة البناء أن منطقة الخليج والشرق الأوسط على نطاقٍ أوسع توفر فرص هائلة للاستثمار في هذه الصناعة، وذلك وفقاً  لأول ورقة بحثية من نوعها في صناعة البناء والتشييد بعنوان “تقرير واقع وأصداء صناعة البناء”، التي كشف عنها خلال معرض الخمسة الكبار (The Big 5) الحدث الأضخم من نوعه في الشرق الأوسط وإفريقيا الذي أقيم من 25 إلى 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 في مركز دبي التجاري العالمي.

السمعة والمكانة

ويستند التقرير إلى أبحاث أجرتها شركة “جي آر إس” للأبحاث والاستراتيجيات في الشرق الأوسط بالتعاون مع معرض الخمسة الكبار، استطلعت فيها آراء 5,951 شخص من كبار المتخصصين في قطاع البناء من 136 دولة مختلفة حول العالم، حول أبرز الاتجاهات والتوقعات المستقبلية لصناعة البناء في دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وأفريقيا.

وبهذه المناسبة، قال نائب الرئيس الأول في شركة “دي إم جي للفعاليات”، بن غرينش إن حجم ومكانة وتاريخ معرض الخمسة الكبار لا يجعل منه حدثاً عالمياً فحسب، بل مصدراً موثوقاً للمعلومات والتوجهات السائدة في صناعة البناء. ويؤكد هذا البحث الجديد الذي أُجري بمشاركة واسعة لأبرز المتخصصين والخبراء في هذه الصناعة على سمعتنا ومكانتنا المرموقة كمصدر رئيسي للمعرفة، ويساعد أصحاب المصلحة في هذه الصناعة من مختلف أنحاء العالم على تحقيق عائدات ووفورات أفضل ووضع استراتيجيات مستقبلية صحيحة.

أضاف: “حصلنا على إجابات من مختلف الاختصاصات في قطاع البناء بدءاً من المصنعين والموزعين والمطورين مروراً بالمقاولين والمهندسين المعماريين والاستشاريين، وتم تقسيم الإجابات والآراء التي ساهمت في صياغة التقرير حسب نوع العمل والأقدمية والموقع الجغرافي وإجمالي مبيعات الشركة، وهو ما ساهم في إجراء تحليل مفصل لجميع القضايا التي تواجه كل قسم من الأقسام التي تشكل هذا القطاع”.

أرض خصبة لصناعة البناء

كشف المشاركون في البحث والمنتمين إلى شركات لا تملك أي مشاريع حالية في المنطقة، أن دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط على نطاقٍ أوسع تعد أكثر المناطق جذباً للشركات في صناعة البناء، وأكدوا بأنهم قد يخططون مستقبلاً للاستثمار في المنطقة.

وأشار 56% من المشاركين إلى أن دولة الإمارات تمتلك الفرص الأكبر للاستثمار في قطاع البناء على مستوى المنطقة، تليها السعودية حسب 44% منهم. وفي الإطار ذاته، أشار 36% إلى أن مشاريعهم ستجد طريقها إلى دولة الإمارات خلال الـ12 شهراً المقبلة سواء عبر استثمارات مباشرة أو من خلال مشاريع مشتركة.

وقع إيجابي

من جهته، أشاد الشريك والمدير العام لشركة “جي آر إس” للأبحاث والاستراتيجيات أندريا بيتشن،  بنتائج هذا البحث لافتاً إلى أن وقعها سيكون إيجابياً على مستوى دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط قائلاً: “نظراً للنمو الاقتصادي الذي تشهده المنطقة، تستحوذ مشاريع التطوير والبناء على اهتمام غالبية الشركات، وبدورنا نتطلع إلى الاستفادة من هذه المقومات والتوسع في الشرق الأوسط للمرة الأولى”.

أضاف “إن التطور الذي يشهده القطاع السياحي لاسيما في دولة الإمارات على نحو الخصوص، يعد محركاً رئيسياً لنمو الأعمال التجارية وهو ما استفادت منه بالفعل شركات التطوير العقاري والمقاولات”.

وكجزء من البحث، تم التطرق إلى أبرز الاتجاهات التي تؤثر على كافة جوانب قطاع البناء والتشييد، حيث أشار المشاركون إلى أن البناء مسبق الصنع والبناء المعياري وكفاءة الطاقة والاستدامة هي الأهم في هذا الجانب.

وأكمل بيتشن قائلاً: “تعكس هذه الاتجاهات تركيز الحكومة في كل من الإمارات والسعودية في الآونة الأخيرة على تطوير مدن ذكية ومستدامة. ووفقاً للنتائج، فإنه من المتوقع أن تركز حكومتا هذين البلدين خلال الـ12 شهراً المقبلة على هذه المشاريع وهو ما يساهم في دفع عجلة النمو في هذه الصناعة”.