سمسمية: تطوير الشبكة والتعاون مع شركات صديقة

قال المدير العام للمؤسسة العامة لنقل الكهرباء في سورية نصوح سمسمية، أن العمل جارٍ على تأمين الكهرباء لمحافظة ديرر الزور بعد تحريرها من الإرهاب، لافتاً في حديث لمجلة البنك والمستثمر إلى أن التعاون مع الجانب الصيني مستمر وكان أخر ثماره توقيع عقود مع شركات صينية عدة مؤخراً بقيمة تبلغ مليار ليرة سورية.

 

ما هو واقع الحال في مؤسسة تعتبر العصب الحيوي لوزارة الكهرباء بكل قطاعاتها؟

الواقع الكهربائي الحالي يبشر بالخير وأفضل من السابق بدرجة كبيرة، ورغم أننا لم نتعافَ بشكل كامل بعد، إلا أننا قد دخلنا مرحلة التعافي، كما أصبحت الشبكة الكهربائية بحالة جاهزية كاملة لتغطية كافة المناطق فزادت وثوقيتها نتيجة إعادة تأهيل بعض المحطات والخطوط، وبعد سنوات من إرهاب ممنهج منظم ضد بنانا التحتية وفي مقدمتها القطاع الكهربائي، إلا أن المنظومة الكهربائية لا تعاني أية مشكلة بالنسبة لخطوط النقل ومحطات التحويل، على الرغم من أن جبهات عمل جديدة فتحت وتحتاج الطاقة الكهربائية بعد تحرير الكثير من المناطق السورية التي كانت مختطفة من قبل الإرهاب وذلك بهمة أبطال الجيش العربي السوري.

أما اليوم، فينصب التركيز على تأمين التغذية الكهربائية لمحافظة دير الزور عبر خط بطول 325 كيلو متر بتكلفة إجمالية لعمليات وصل الكهرباء تتجاوز 4 مليارات ليرة سورية لمحطتي التحويل في منطقتي التيّم وتدمر والخط الواصل بينهما، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أدوات وتجهيزات هذه العملية موجودة لدى المؤسسة العامة لنقل الكهرباء دون الحاجة لتأمينها بأية طريقة أخرى، وهي عملية تغذية كهربائية تشابه ما قمنا به في حلب لدى تحريرها حيث كانت ورشاتنا أول الجهات الواصلة إلى حلب وبتوجيه من السيد رئيس مجلس الوزراء لتغذية المدينة بالكهرباء، دون أن يغيب عن الذهن أن مؤشر الكهرباء هو مؤشر عودة الحياة إلى أية منطقة بالنظر إلى كونه عماد عمل ونشاط أية فعاليات أو مرافق خدمية كانت أم اقتصادية.

هل من خارطة جديدة لمحطات التحويل بعدما تعرضت له من ارهاب وخسائر؟

لا شك في أن محطات التحويل الجديدة أولوية في عملنا لاستبدال ما تم تخريبه، فلدينا خطة استثمارية سنوية تصل قيمتها إلى 17 مليار ليرة سورية ضمن خطة وزارة الكهرباء عامة والتي تبلغ 45 مليار ليرة سورية، حيث تتضمن خطة المؤسسة فيما تتضمن محطات جديدة وتوسعات في المحطات القديمة وإنشاء خطوط جديدة، إضافة إلى الخطط الاستراتيجية مع دول الجوار والتي من شأنها تقوية الشبكة السورية وتعزيز وثوقيتها ولا سيما الربط الكهربائي الثلاثي مع العراق وإيران، وهي إجراءات تتعزز بالخطوات التي تقوم بها المؤسسات الشقيقة ضمن وزارة الكهرباء، حيث تعمل المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء على التعاقد لإنشاء محطات توليد كهربائية جديدة في مناطق مطلوب فيها ذلك مثل محافظات اللاذقية وحلب ودير الزور، وإلى جانب عمل المؤسسة لتأمين المواد وإنشاء محطات التحويل الجديدة وصيانة المحطات القديمة، ووفق التطور المطلوب على المنظومة الكهربائية، فإن محطات التحويل الجديدة ذات عدة مستويات من ضمنها محطات على مستوى توتر 400 كيلو فولت، ومحطات على مستوى 230 و66 كيلو فولت، وهذه هي مستويات التوتر التي تدخل ضمن صلب عمل مؤسسة نقل الطاقة، كما لدينا اليوم 4 محطات تحويل في أربع محافظات لا تزال قيد الدراسة واحدة في اللاذقية وأخرى في طرطوس وثالثة في دمشق (المزة 86) ورابعة في جرمانا بريف دمشق، إضافة إلى محطات ثلاث أخرى، كما قمنا بالإعلان عن محطات تحويل 230 كيلو فولت (ضمن خطة العام الماضي 2017)، أما في العام الحالي 2018 فلدينا محطات تحويل إضافية وخطوط ربط ومن ضمنها خط ربط على توتر 400 كيلو فولط بين محطة توليد دير علي ومحطة عدرا 2، وقد انتهينا من إعداد الدراسات اللازمة للجزء الأول منه والواقع بين محطة دير علي ومحطة تشرين، كما نحضّر حالياً الدراسات الجديدة بين تشرين ومحطة عدرا2، هذا بالنسبة لخطوط توتر 400 ك.ف، أما بالنسبة للخطوط على توتر 230 ك.ف فلدينا خطوط في المحافظات تربط بين محطات التحويل التي يتم إعادة تأهيلها وتشغيلها على خطوط توتر 230 و66 كيلو فولت.

يقوم التعاون مع الجانب الصيني على أكثر من مستوى أين وصلتم في هذا الجانب؟

لقد وقعنا أكثر من عقد واتفاقية مع الجانب الصييني لتأمين احتياجات محطات تحويل الكهرباء، وقد وصل إجمالي قيمة العقود الموقعة مع الصينيين خلال زيارتنا الأخيرة في الربع الأخير من العام الماضي 2017 إلى مليار ليرة سورية لضمان استمرارية الكهرباء للمواطن السوري، وقد شملت العقود عدة شركات صينية لتوريد مواد وتجهيزات لمحطات تحويل التوترات العالية (400 ك.ف و230 ك.ف و66 ك.ف) دون أن يغيب عن الذهن أهمية هذه المواد والتجهيزات باعتبارها من المكونات الأساسية والهامة لمحطات التحويل من بطاريات وشواحن ضرورية لأنظمة التحكم في هذه المحطات وقواطع توتر عالي، سيما وأن تلك المحطات كانت قد تعرضت لأضرار وتخريب ممنهج من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة، ما أوجب ضرورة استبدالها وإعادة هذه المحطات إلى الخدمة لتأمين الطلب على الطاقة الكهربائية في المناطق المحررة، ناهيك عن ضرورتها لتأمين عمل المنظومة الكهربائية وتأمين الكهرباء لجميع المحافظات السورية.

 

*************************************

مجلـــة البنك والمستثمر
العدد 206 _شباط 2018