طرق طبيعية لتنظيف الرئيتين

ويتعرض الكثير من الأشخاص إلى التدخين الإيجابي أو السلبي، فتتحول الرئتين من اللون الأحمر الوردي إلى اللون القاتم الأسود؛ نتيجة ترسيب القطران المستمر داخل الرئتين.
تمثل الرئة العضو الرئيسي في الجهاز التنفسي، ودورها الرئيسي امتصاص الأكسجين من الهواء خلال عملية الشهيق، وطرد ثاني أكسيد الكربون عبر عملية الزفير، وبهذه الطريقة يستطيع الجسم إمداد الخلايا بالأكسجين اللازم؛ لتأدية وظائفه الحيوية المستمرة، والأكسجين ضروري للغاية للاستمرار على قيد الحياة
وتعمل الرئتان بصورة دائمة دون الحصول على راحة؛ لأن التنفس عملية مستمرة لا تتوقف، ومن الواجب الحفاظ على صحة الرئتين، والتخلص من السموم والنفايات التي تتراكم بداخلها عبر الأيام والشهور.
ونتناول في هذا الموضوع طرق التدريب على تنظيف الرئتين، والحفاظ عليهما بصورة دورية وبأساليب فاعلة، لتحسين وظائفها ووقايتها من المشاكل والأمراض التي يمكن أن تدمرها بالتدريج.

أمراض ومشاكل

تقدر الأبحاث كمية الهواء الذي يستطيع الشخص البالغ الحصول عليه بحوالي 7 ليترات من الهواء على مدار الدقيقة الواحدة، من عمليات التنفس التي تصل إلى حوالي 12 ألف ليتر من الهواء على مدار اليوم، وتتميز الرئتان بالمرونة والمقدرة على الانتفاخ والانكماش؛ لتأدية وظيفتها.
ويستهلك الشخص حوالي 22% من نسبة الأكسحين الموجود في الهواء، وتختلف كمية الأكسحين الموجود المستهلكة في الهواء من شخص لآخر، فيمكن أن تزيد معدلات التنفس إلى ما يقرب من 51 لتراً في الدقيقة، مع زيادة سرعة الدورة الدموية خلال ممارسة التمارين الرياضية أو الألعاب التي تحتاج إلى مجهود، مثل كرة القدم ورياضات التنافس والجري.
ويدخل الرئة الكثير من الجسيمات الدقيقة والغبار والأتربة الأدخنة والعناصر الضارة الموجودة في الهواء، وينتج عنها حدوث بعض الاضطرابات في الجهاز التنفسي، فيصاب البعض بالتهابات في الشعب الهوائية ومرض الربو والتليف الكيسي.
ويمكن تجنب هذه المشاكل بإجراء بعض التمارين بانتظام واتباع طرق تطهير الرئتين، وتجنب التلوث والامتناع عن التدخين، وتناول أطعمة معينة تساهم في تنظيف الرئتين بصورة طبيعية كل فترة.

الأطعمة الضرورية

تتوفر بعض الأغذية والأطعمة الضرورية والتي تساهم في تحقيق عملية تنظيف الرئتين، فنوعية الطعام لها دور مهم في هذا الشأن، وتناول الغذاء الصحي له مردود جيد عموماً على الصحة والرئتين، ويمكن تناول كمية مناسبة من الماء على مدار اليوم، فالماء من المعروف عنه أنه يساعد على التخلص من سموم الجسم والرئتين.
وينصح الأطباء بتناول الفواكه والأطعمة التي تحتوي على فيتامين «سي»، ومنها الليمون والبرتقال والبروكلي والأناناس والطماطم وغيرها من هذه الخضراوات والفواكه والأعشاب الغنية بهذا الفيتامين.
وتعد الأطعمة والفاكهة الغنية بعنصر الحديد ضرورية أيضاً لهذه الحالة، ومنها التفاح والبقوليات والعدس و الفاصولياء، إضافة إلى الأغذية المملوءة بمضادات الأكسدة؛ مثل: الثوم والبصل والشاي الأخضر وبعض الأعشاب والزنجبيل والتوابل.

الإقلاع عن التدخين

وتوجد بعض الأساليب والطرق الطبيعية؛ لتنظيف الرئة وتخليصها من السموم والبلغم والنفايات ومركبات التدخين، وأول ما يتبادر إلى الذهن للقيام بهذه الطرق هو الامتناع عن التدخين، فلا يصح القيام بأي عمل لتنظيف الرئتين قبل الإقلاع عن هذه العادة السيئة والقاتلة.
ويجب معرفة التأثيرات الضارة للتدخين على الرئتين، وتتوافر المعلومات عن هذه الأضرار في كل مكان، ويسهل الحصول عليها لتجنب التدخين؛ حيث يسبب التدخين تراكم القطران الأسود في الرئتين وانسداد الممرات الهوائية، وتراكم المركبات الكيميائية الكثيرة الموجودة في التبغ، والتي تسبب مشاكل لا حصر لها للرئتين.
كما ينبغي تجنب التدخين السلبي أيضاً، فهو يمثل نفس أضرار الإيجابي، ويجب الابتعاد عن المدخنين في العمل والبيت والأماكن المغلقة ووسائل المواصلات والأماكن العامة والمطاعم.

تمرين التنفس بعمق

ويعد استخدام أسلوب التنفس العميق من التمارين الجيدة لتنظيف الرئتين؛ لأنه يعمل على تعزيز وظائف الرئة؛ من خلال مد الجسم بمزيد من الأكسجين، وينعكس على صحة وقوة الرئتين، ويساعد أيضاً على تنظيف ممرات التنفس، ما يرفع من طاقة الجسم وتقليل التوتر.
ويتم عمل تدريب التنفس العميق بواسطة النوم على الظهر في مكان مناسب ومريح، ثم يضع الشخص يديه على المعدة عند نهاية القفص الصدري، ويفضل أن يغمض العين ثم يتنفس من خلال الأنف لمدة تصل إلى العد لرقم 6، وبعدها يحبس الشخص النفس لثلاث ثوان، قبل أن يخرج الهواء في الزفير بهدوء والذي يستمر أيضاً لمدة العد حتى رقم 6.
ويتم تكرار هذا التمرين حتى 12 مرة متواصلة، ويستحسن عمل هذا التدريب لمرتين على مار اليوم، لتحصل على نتيجة جيدة ومفيدة لصحة ووظائف الرئتين.
وممارسة التمارين الرياضية وبعض الألعاب ضرورية؛ للحفاظ على قوة وصحة الرئتين، وطرد البلغم والتخلص من النفايات.

النعناع لعضلات التنفس

يمثل النعناع أحد الأطعمة التي تساهم في تنظيف الرئتين من السموم؛ نتيجة احتواء النعناع على مركب المنثول، الذي يعمل على ارتخاء العضلات الملساء في ممرات التنفس، وبالتالي يقلل الضغط والمجهود الواقع على الرئتين، إضافة إلى أنه يقي من بعض أمراض الجهاز التنفسي العلوي؛ لأنه يؤدي دور مضادات الاحتقان والتشنجات، كما يعد طارداً للبلغم.
وتتحقق هذه الفوائد عن طريق مضغ أربع ورقات من النعناع يومياً، وللتخلص من الاحتقان يمكن استنشاق بخار الماء المغلي المضاف إليه خمس نقاط من زيت النعناع، للتخلص من هذه المشكلة وزوال الاحتقان سريعا.
ويفيد كذلك تناول كوب من شاي النعناع خلال اليوم، بواسطة إضافة نصف ملعقة من أوراق النعناع المجففة إلى كوب من الماء المغلي، ثم يتم غلق الكوب بإحكام ويترك لمدة 12 دقيقة قبل تناوله، فهو يساعد على تطهير الرئة جيداً، ولكن في حالة الأشخاص الذين يعانون حصوات المرارة فلا داعي لاستعمل هذه الطريقة.

عرق السوس

يعد عرق السوس من الأعشاب الجيدة في تنظيف الرئتين؛ لأنه يحتوي على الخصائص مثل وجود مواد مضادة للالتهابات الأكسدة، وبالتالي تقليل التهابات القصبات الهوائية والمجاري التنفسية.
ويتميز كذلك بقدرته المضادة للبكتيريا والفطريات، ما يفيد في الوقاية من التهابات الرئتين وانخفاض درجة الحساسية والتهيج في أنسجة الرئة، التي تنتج عن مشكلة السعال القاسي والتهابات البلعوم أو في حالة التعرض للمواد التي تجلب الحساسية.
وينصح بتناول كوبين من شاي عرق السوس لمدة 4 أيام، إذا كنت تعاني اضطرابات في الجهاز التنفسي؛ وذلك من خلال إضافة ملعقة من عرق السوس إلى كوب من الماء المغلي، ويتم إغلاقه جيداً ويترك لمدة 15 دقيقة قبل تناوله.
كما يمكن وضع نصف ملعقة من عرق السوس إلى قليل من عسل النحل وتناول ملعقين من هذا الخليط لمرتين على مدار اليوم ولمدة 4 أيام، ولا يجب تناول الحامل لهذه الوصفة أو من يعاني مشكلة ارتفاع الضغط، وكذلك غير ملائمة لمن يعاني مشاكل في الكلى.

الثوم والتفاح

يعد الثوم من الأطعمة المضادة للالتهابات؛ نتيجة احتوائه على معدل كبير من مادة الأليسين التي تقاوم العدوى وتقلل الالتهاب، ويعالج مشكلة الربو، ويقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
ويحتوي التفاح الفلافونويدات التي تساهم في وقاية الجهاز التنفسي من الأمراض وتمنع تطورها، كما يشمل الرمان بعض الخصائص التي تقلل من تفاقم أمراض الرئة.
ويفيد الفلفل الحار في معالجة السعال، والتخلص من مشاكل الجهاز الهضمي عموماً، ويفضل وضعه ضمن الوجبات الغذائية؛ للوصول إلى درجة عالية من نظافة الرئة وخلوها من السموم.

تحسين الوظائف

تشير دراسة حديثة إلى أن تنظيف الرئتين ضروري لتخليص الجسم من السموم وتطهير البطانة الداخلية للقنوات التنفسية، والتي تتراكم بداخلها الملوثات البيئية والجراثيم والميكروبات الضارة المسببة لأنواع من الحساسية.
وتوضح الدراسة أن التنظيف يحسّن صحة الرئتين ويساعدهما على أداء وظائفهما بصورة أفضل، ويخفف من الأورام والالتهابات التي تحدث في القصبات الهوائية، بل ويسهم في تطهير قنوات التنفس من البلغم ويزيد من عملية التروية الدموية للرئتين، كما يخلص الجسم من الرائحة الكريهة للتنفس.
وتنصح الدراسة باتباع بعض الطرق المنزلية السهلة والبسيطة للقيام بعملية التنظيف، مع تغيير بعض العادات والسلوكات اليومية، والالتزام بنمط غذائي معين يساعد على تنظيف الرئة.
وتكشف الدراسة عن بعض الأطعمة التي يجب تجنبها من أجل ذلك الغرض، ومنها الأغذية التي تؤدي إلى مشكلة السعال نتيجة تراكم البلغم في القنوات التنفسية والرئتين، ويجب الابتعاد عن هذه الأطعمة التي تحفز على إفراز هذه الكميات الكبيرة من البلغم، ومنها اللحوم المصنّعة بكافة أطيافها وأنواعها، ومنها السجق واللانشون والبرجر والسوسيس والهوت دوج، وغيرها من اللحوم الأخرى التي تدخل فيها الإضافات المضرّة للجسم.
كما ينبغي الابتعاد أيضاً عن الأغذية المجمدة، فهي تحفز على إنتاج البلغم، ويفضل الأطعمة الطازجة المفيدة للجسم عموماً والرئتين خاصة، وتجنب تناول المشروبات الغازية التي تمثّل كارثة على الصحة، والابتعاد عن الكحوليات والقهوة، وعدم تناول الوجبات السريعة لما لها من أضرار كبيرة على الرئة، والتقليل من تناول الحليب والجبن.