تواصل الضغط على سوق إعادة التأمين في المنطقة

تواصل الضغط على سوق إعادة التأمين في المنطقة

يُنظر عادةً إلى أسواق إعادة التأمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على أنها مصدرٌ للتوسّع، حيث يُتوقّع أن يُسفِر التحرير المستمر للأسواق والإلغاء التدريجي للعقوبات عن إيران عن المزيد من الفرص لشركات إعادة التأمين. وعلاوةً على ذلك، عزّزت الربحية القوية التي حققتها شركات التأمين الرئيسية الرائدة على الرغم من تراجعها خلال الأعوام الخمسة الماضية من جاذبية المنطقة لشركات إعادة التأمين الأجنبية والمحلية.

ويشير تقريرٌ جديد صادر عن شركة “بيست” بعنوان “تواصل الضغط على سوق إعادة التأمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع توليد اللاعبين الإقليميين لأرباحٍ متفاوتة”، على أن غالبية الأسواق مفتوحة مع وجود بعض القيود على عمليات إعادة التأمين، بالرغم من مبادرات تهدف إلى تعزيز النمو وإبقاء الأعمال ضمن السوق المحلية في بعض البلدان.

وقال ماهيش ميستري، مدير قسم التحليلات ومؤلف التقرير: “تتمتع شركات إعادة التأمين في المنطقة بمستوى رأسمالي جيد عموماً، حيث أن المشاركين القائمين يعززون أوضاع رأس المال الخاصة بهم من خلال الأرباح المدورة، و أن المشاركين المنخرطين حديثاً في السوق عادةً ما يملكون فائضاً من رأس المال لدعم امتيازاتهم المتوسعة. إن متطلبات رأس المال مسيرة إلى حد كبير من قبل مخاطر الاكتتاب، حيث تعتمد معظم شركات إعادة التأمين على توجهات استثمارية محافظة ومتنوعة، وعلى إيرادات صافية غير موزعة مرتفعة لكي تحد من التعرض لمخاطر النظراء الائتمانية”.

ويشير التقرير إلى حفاظ الأداء التشغيلي على ربحيته بالنسبة لمعظم شركات إعادة التأمين في المنطقة؛ ومع ذلك، يعكس هذا الأمر بالنسبة للكثيرين عوائد استثمار قوية والتي تعوّض أرباح الاكتتاب المعرضة للضغوطات متواصلة. وأدى استمرار ضعف الهوامش الفنية مقترناً بزيادة الخسائر الكبيرة في مجالات العقارات والهندسة والطاقة إلى نتائج اكتتاب متراجعة للعديد من شركات إعادة التأمين الإقليمية في عام 2015. ونظراً إلى تراجع الهوامش الفنية في المنطقة في الأعوام الأخيرة، فإن شركات إعادة التأمين المحلية توسع سعيها للبحث عن أعمال ذات هوامش أعلى والتي تكمّل محافظها القائمة حالياً.

وأضاف ميستري بقوله: “يمكننا أن نعتبر هذا الأمر خطوةً إيجابية، وأنه لا شك من وجود مخاطر تنفيذية مقترنة بالتوسع إلى أسواق غير مألوفة، علماً أن مخاطر الكوارث المترقبة عالية، و من المفترض أن تتحملها شركات إعادة التأمين من خلال اكتتاب أعمال جديدة، والتي قد ينتج عنها تقلبات غير متوقعة في أرباح الشركة”.

وعموماً، تعتقد “إيه. إم. بيست” أنه في حين تواصل شركات إعادة التأمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تنمية تواجدها وانتشارها في المنطقة، فإن غالبيتها تبقى صغيرةً بالمقارنة مع نظرائها الدوليين. وبالإضافة إلى استمرار المعاكسات التي تواجه الاقتصاد وسوق التأمين، فمن المتوقع أن تخضع عائدات شركات إعادة التأمين لضغوط متزايدة على المدى المتوسط. وعلى مدى الأعوام الثلاثة الماضية، استمر الأداء الفني لمعظم شركات إعادة التأمين الإقليمية معرضاً للضغط ، وبالتالي فهو يبقى أحد اعتبارات التصنيف الرئيسية بالنسبة لشركة “إيه. إم. بيست”. ومع ذلك، إن تحسين إدارة المخاطر المؤسسية يساهم نوعاً ما في تقليص تقلبات الإيرادات.

مجلــــة البنك والمستثمر
العــــدد 191 _ شهر تشرين الثاني 2016