العقيلة للتأمين: سلة من المنتجات تغطي المناطق السورية
العقيلة للتأمين: سلة من المنتجات تغطي المناطق السورية
ان نشر الوعي التأميني في سورية أكثر من ضرورة، لأنه قطاع واعد. الكلام للمدير العام لشركة العقيلة للتأمين التكافلي مازن الصبان، الذي قال في مقابلة مع مجلة البنك والمستثمر، إن أولويات شركات التامين حالياً هي خلق التوازن بين تسعير المنتجات وتثبيت قيمة الصرف للقطع الأجنبي قدر الإمكان في ظل التضخم. وأكد ان شركة العقيلة تقدم سلة واسعة من الخدمات التأمينية.
وفي ما يلي نص المقابلة:
1- كيف تقيمون النتائج المالية خلال النصف الأول من العام الجاري هل سجلت أرباحاً؟
تم تسجيل أرباح خلال النصف الأووفق النتائج المالية لشركة العقيلة للتامين التكافلي، ويعود جزء من هذه الأرباح للنشاط التأميني للشركة و أرباح الاستثمارات بشكل عام، والودائع الاستثمارية الموجودة في المصارف الإسلامية بشكل خاص.
2- هل تشهد سوق التامين السورية تحسناً و كيف عززت شركات التامين من تواجدها رغم تداعيات الحرب على القطاعات الاقتصادية؟
بعض فروع التأمين شهد تحسنا ملحوظاً، مثل التامين الصحي، بينما بعض الفروع الأخرى لم يشهد هذا التحسن، مثل فرع تامين الحريق والهندسي، فكان لكل قطاع تأميني خصوصيته في التأثر نتيجة للوضع في بلدنا. بعض الفروع التأمينية تأثر بالقرارات الحكومية، مثل قرار منع استيراد السيارات وإلغاء التامين البحري الإلزامي شرط (ج)، بالإضافة الى عدم تقيد بعض المصانع بالتأمين الإلزامي لمنشآته. وقد طرأ تحسن على بعض أنواع التأمينات الشخصية، مثل التامين الصحي الذي كان سببه انخفاض سعر التامين بسبب المنافسة وضعف القوة الشرائية، بالمقارنة مع أسعار الاستشفاء التي ارتفعت نسيباً في المراكز الطبية.
وعززت شركات التامين من تواجدها، من خلال تأمين بعض المنتجات التأمينية التي تخص المرحلة، مثل تامين النقل مع أخطار الحرب والشغب وتامين الحياة مع تغطية الحرب والشغب، وحاولت الشركات الحفاظ ما أمكن على أصولها من خلال تنويع الاستثمارات، حيث اتجهت معظم الشركات لشراء الموجودات والعقارات للحفاظ قدر الإمكان على رأس مالها من الانخفاض نتيجة التضخم. كما عززت تواجدها من خلال التركيز على التأمينات الشخصية، وأيضاً كان للتامين الإلزامي دوراً هاماً في تأمين الاستقرار النسبي لسيولة الشركات.
3-ما التحدي الأهم الذي ما زالت تواجهه شركات التامين وله تأثير واضح على أدائها وربما حصول خسائر؟
إن أهم تحدي تواجهه معظم شركات التامين، هو عدم استقرار الليرة السورية الذي له أثر، ليس فقط على انخفاض أصول الشركة، ولكن ايضاً له بالغ الاثر في التسعير وتقييم المخاطر، وحتى على تحديد قيم المطالبات. ومن بعض التحديات الهامة أيضا عزوف معيدي التامين عن التعاقد مع الشركات السورية، نتيجة للعقوبات الجائرة، ما ألغى المنافسة بين المعيدين، وذلك للحصول على شروط اتفاقيات إعادة أفضل .
4- ماهي الخدمات التي تقدمها الشركة وماذا عن التأمين الصحي؟
تقوم شركة العقيلة بتقديم سلة واسعة من الخدمات التأمينية تشمل، (التأمين الصحي – تأمين الحياة – تأمين السفر – التأمين البحري – التأمين الهندسي – تأمين الممتلكات والمسؤولية المدنية – وتأمين السيارات)، و يعتبر التأمين الصحي من أهم المنتجات التي تقوم الشركة بتقديمها، حيث أن البرامج المقدمة توفر تغطية تأمينية في سورية ودول الجوار. وتحرص الشركة دائماً على تقديم أسعار مدروسة للزبائن تتناسب مع جودة الخدمة المقدمة، وذلك ضمن الظروف السائدة وفي ظل الارتفاع الكبير لتكاليف الخدمات الطبية .
وقد حققت شركة العقيلة زيادة في أقساط التأمين الصحي لغاية آخر أيلول/ سبتمبر 2016 بلغت 37 % عن الأقساط للفترة نفسهاعن العام الماضي.
5- هل تقوم الشركة بتامين المنشات الخاصة بالقطاع العام مثل الطائارات والبواخر؟
لا تؤمن الشركة على الطائرات والبواخر، وذلك بسبب عدم وجود اتفاقية إعادة تأمين تغطي هذا النوع من الأخطار في الوقت الحالي، ونتطلع في المستقبل لأن نتجاوز الآثار السلبية للوضع الحالي ونقوم بتأمين أو المشاركة بهذا النوع من التأمينات.
6- ما مدى التوافق بين ما تتطلع اليه شركات التامين وما تقرره هيئة الإشراف على التامين، وما هي الامور التي يجري الجدل حولها عادة؟
تنظم هيئة الإشراف على التأمين وتدعم أعمال قطاع التأمين السوري، وذلك استنادا للمرسوم 68 للعام 2004 والمرسوم 43 للعام 2005، من خلال مجموعة من الأعمال الإشرافية والتنظيمية، ومنها على سبيل المثال توفير المناخ الملائم لتطوير وتعزيز شركات التأمين السورية وحماية حقوق المؤمن لهم ومراقبة الملاءة المالية لشركات التأمين، وتنمية الوعي التأميني وإعداد الدراسات المتعلقة بأعمال التأمين، وكل ما يساهم في ارتقاء أعمال قطاع التأمين.
وقد قطعت الهيئة شوطاً واسعاً في هذا المجال، ولكن من الطبيعي ظهور بعض الإشكاليات التنفيذية، وخاصة في ظل الظروف الحالية، أهمها عدم فتح باب المنافسة الإيجابية بين شركات القطاع العام والخاص وتخصيص قطاع التأمين العام بحصص سوقية مميزة وكبيرة، بما يؤثر سلبا على التنافسية المحفزة بين الشركات. ونأمل أن يكون هذا الأمر مرحلياً ليتم لاحقا الانتقال إلى المنافسة الحرة بين جميع الشركات، حيث أن لذلك كبير الأثر على سعر الخدمة وجودتها.
7- نشر الوعي التأميني بين الأفراد والمؤسسات ظل هاجساًن هل بات أكثر ضرورة في ظل الحرب؟
إن نشر الوعي التأميني في السوق السورية هو حاجة ملحة وواجب يجب القيام به من قبل شركات التأمين، وعلى الرغم من الخطوات التي تم القيام بها في هذا المجال، ولكن تبقى محدودة.
ان مفهوم التأمين هو الحماية من خطر قد يحدث مستقبلا، ولكن هذا المفهوم لم يأخذ إبعاده بين الناس بعد، فالسوق السورية هي سوق واعده في كل مجالات التأمين، وخاصة ضمن تأمينات الحياة والصحة اللذان لم يأخذا حقهما ضمن مجالات التأمين بشكل عام كالسيارات مثلا، حيث ان لهما اثر إيجابي بين الأفراد والعائلات وضمن الشركات، وخاصة في الأوضاع الراهنة وارتفاع أسعار الخدمات الصحية.
إن من خطوات نشر الوعي التأميني هو القيام بعقد الندوات واللقاءات وسلسلة من حلقات برامجية إذاعية وتلفزيونية خاصة، وعبر تثقيف مندوبي المبيعات وإعدادهم إعدادا صحيحاًعند القيام بالزيارات واللقاءات مع الأفراد والشركات، لنشر هذا الوعي بين الناس والإجابة عن التساؤلات واستفسارات الزبائن بشكل واضح وشفاف وصادق .
إن هذا يكون عبر التكاتف بين شركات التامين وبالتعاون مع هيئة الإشراف على التأمين للوصول الى مجتمع واع تأمينياً، يؤثر تأثيراً إيجابياً في الاقتصاد الوطني بشكل عام.
8– هل قاربت شركات التامين احتياجات السوق من الخدمات التأمينية خلال الحرب على سوريا؟
لقد اجتهدت شركات التأمين وسعت لتغطية حاجة السوق من خدمات تأمينية في ظل ظروف الحرب الراهنة، وذلك ضمن إمكاناتها، ومن هذه المنتجات تغطية الحرب والشغب لنقل البضائع والممتلكات والأشخاص. فمثلاً بالنسبة للتأمينات الشخصية، قدمت الشركة منذ عام 2013 حلولا تأمينية تلبي متطلبات السوق السورية في ما يخص تأمينات الحياة الخاصة بأخطار الحرب والشغب، وذلك مع مراعاة ان تكون في متناول جميع فئات المجتمع، حيث تقدم الشركة تأمين الحياة ضد أخطار الوفاة والعجز الكلي الدائم والجزئي الدائم نتيجة أعمال الحرب والشغب، بالإضافة إلى تغطية العجز الكلي المؤقت نتيجة الحرب والشغب وبمبالغ تأمين تصل لغاية 5 ملايين ليرة. كما تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه العقود تغطي الوفاة الطبيعية والوفاة نتيجة حادث، ويبقى الاستثناء في هذه العقود المشاركة في الأعمال القتالية وحمل السلاح، بالإضافة إلى ثبوت إخفاء المؤمن له في طلب التأمين أي معلومات عن أمراض سابقة أو حالية لديه.
9– ما أولويات شركات التامين حاليا وكيف ترون أفاق صناعة التامين في سوريا؟
إن أولويات شركات التامين حالياً هي خلق التوازن بين تسعير المنتجات و تثبيت قيم الصرف للقطع الأجنبي قدر الإمكان في ظل التضخم، وذلك للحصول على نتائج مقبولة للبيانات المالية والمحافظة على عقود التامين وجلب عملاء جدد في ظل المنافسة الموجودة، مع ضرورة تطوير الكوادر البشرية بشكل دائم. فخبرات التامين هي خبرات خاصة وتحتاج إلى وقت وجهد كبيرين لتنميتها.
إن آفاق صناعة التامين في سوريا مبشرة بإذن الله، خاصة في ظل سياسة إعادة الإعمار التي بدأت في بعض المناطق وإعادة تأهيل المناطق الصناعية الاقتصادية الهامة، ما سيؤثر حتماً في تنشيط حركة بعض قطاعات التامين الهامة، كتأمين الحريق والتأمين الهندسي والنقل وغيرهما.
مجلــــة البنك والمستثمر
العــــدد 191 _ شهر تشرين الثاني 2016
تعليقات الفيسبوك