روسيا تعزز مكاسبها على هامش منتدى سان بطرسبورغ

حمل منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي معه مجموعة كبيرة من المشاريع والاتفاقيات التي من شأنها تعزيز الاقتصاد العالمي والروسي خصوصاً، وهو ما يتطابق مع شعار المنتدى لهذا العام “البحث عن توازن جديد في الاقتصاد العالمي. وأعلن من خلاله المشاركون عن استثمارات ضخمة بالاتفاق مع روسيا إلى جانب الإجراءات التي تعتزم الأخيرة القيام بها على المستوى المحلي.

ويعد منتدى بطرسبورغ الاقتصادي حدثا دوليًا فريدًا من نوعه في عالم الاقتصاد، إذ يناقش خلاله المشاركون القضايا الاقتصادية الرئيسية التي تواجه روسيا والعالم ككل.

 

عملة رقمية

على هامش المنتدى، كشف البنك المركزي الروسي عن مشروع جديد يهدف لإطلاق عملة وطنية رقمية خاصة بروسيا، وقالت نائب محافظ البنك المركزي الروسي أولغا سكوروبوغاتوف إن “البنوك المركزية حول العالم توصلت إلى استنتاج يفضي بضرورة إطلاق عملات رقمية”، وأضافت أن المركزي سيكشف النقاب عن تفاصيل المشروع خلال السنتين أو الثلاث سنوات القادمة. في حين، أعلن وزير المالية الروسي انطون سيلوانوف أن العملات الرقمية ستقدم في روسيا عام 2018.

إلى ذلك، انقسم موقف المسؤولين الروس من العملات الرقمية، فمنهم من عارضها لاعتبارات أمنية، إذ يسهل استخدامها في غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، فيما أيدها آخرون لاسيما مسؤولو القطاع المصرفي.

الاقتصاد الروسي دخل مرحلة نمو جديدة

من جهة أخرى، وفي كلمته بالجلسة العامة للمنتدى؛ أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الاقتصاد الروسي دخل مرحلة نمو جديدة، بالتزامن مع زيادة الاستثمارات في البلاد، وأوضح  أن الاقتصاد ينمو للربع الثالث على التوالي، ففي شهر أبريل/نيسان نما الناتج المحلي الإجمالي بحسب التقديرات الأولية بنسبة 1.4%، ويترافق ذلك مع ارتفاع مبيعات السيارات وزيادة القروض السكنية. وأشار بوتين إلى أن نمو الاستثمارات تجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي، حيث بلغت الاستثمارات الأجنبية في الربع الأول من العام الجاري نحو 7 مليارات دولار، وهو أفضل مؤشر خلال السنوات الثلاث الماضية.

اتفاق روسي هندي في مجال الطاقة

وفيما يتعلق بالتفاهمات، وقعت موسكو ونيودلهي اتفاقًا إطاريًا لبناء المرحلة الثالثة من محطة الطاقة النووية “كودانكولام”، وجاء التوقيع خلال القمة الثامنة عشرة “الروسية – الهندية”، التي انعقدت على هامش المنتدى، ووقع الاتفاقية عن الجانب الروسي” رئيس مجموعة “ASE”، فاليري ليمارينكو، وعن الجانب الهندي رئيس مجلس إدارة الشركة الهندية للطاقة النووية “NPCIL”، شري ساتيش كومار شارما. كما وقع البلدان بروتوكولا حكوميًا، ستقدم روسيا بموجبه قرضًا للهند لبناء وحدتي الطاقة الـ5 والـ6 من محطة “كودانكولام” بقيمة 4.2 مليار دولار ولمدة 10 سنوات. وجاء بناء الوحدة الجديدة بعد أن سلمت روسيا الوحدة الثانية من “كودانكولام” للهند في مارس/آذار الماضي. ويأتي ذلك في إطار وثيقة لبناء 25 وحدة طاقة في الهند علي أساس التكنولوجيا الروسية.

 

ممتلكات البحرينية تتأهب لصفقات مع روسيا

وكان للحضور العربي دور فعال في مجال الاستثمارات الروسية، وفي هذا الصدد قال محمود الكوهجي الرئيس التنفيذي لممتلكات البحرين القابضة-صندوق الثروة السيادية البحريني، إن ممتلكات لديها خطة لصفقات استثمارية “رائعة” وواعدة مع روسيا من بينها مشروعات قائمة بالفعل تدر عوائد في خانة العشرات. وأضاف الكوهجي لوكالة رويترز إن ممتلكات عملت بشكل وثيق مع صندوق الاستثمار المباشر الروسي الذي تدعمه الدولة في العامين الماضيين ولديها الآن مشروعات بنحو 135 مليون دولار في روسيا.

وتتضمن حيازات “ممتلكات” في روسيا متاجر التجزئة الغذائية لينتا وماجنيت، وشارك الصندوق البحريني في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في كونسرتيوم للاستثمار في شركة الأواني الزجاجية الفرنسية (أرك) التي تسعى لزيادة إنتاجها في روسيا، وصندوق الاستثمار المباشر الروسي جزء من هذا الكونسرتيوم.

صندوق روسي سعودي

وفي نفس الإطار، يعتزم صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي والصندوق السيادي السعودي تأسيس صندوق مشترك للاستثمار بقطاع الطاقة، وفقًا لما أعلنه وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح. وأشار إلى أن الصندوق المشترك سيخلق فرصًا للشركات الروسية للاستثمار في المملكة وبلدان أخرى، كما أكد استعداد الرياض بحث إمكانية الاستثمار في شركة “أوراسيا دريلينغ كومباني” للخدمات النفطية.

وكانت موسكو والرياض أطلقتا، صيف عام 2015، صندوقا مشتركا للاستثمار في مشاريع بروسيا، لاسيما في البنية التحتية والزراعة، وفي إطار هذه الشراكة، تستثمر السعودية 10 مليارات دولار.

تحرير الروبل

لم تكن عملية إطلاق العملة الإلكترونية هي الوحيدة التي تهم الجانب الروسي، إذ أن “تحرير الروبل” يقع ضمن الخطط الاستراتيجية للبلاد، وتأكيدًا على ذلك نقلت قناة “سي إن بي سي” عن رئيسة البنك المركزي الروسي، إلفيرا نبيؤولينا قولها إن المركزي متمسك باستراتيجية “التعويم”، رغم وجود بعض التأثيرات السلبية على الاقتصاد، لكنها أعربت عن ثقتها بأن لتحرير العملة فوائد ومزايا اقتصادية أكثر من الجوانب السلبية.

وكان المركزي الروسي انتقل عام 2014، إلى سعر صرف عائم للعملة الوطنية، وذلك وفقًا لاستراتيجية جديدة تستهدف التضخم، انطلاقًا من أن سياسة تثبيت سعر صرف الروبل تبدد احتياطات البلاد من الذهب والعملات الصعبة. وفي وقت سابق، قالت نبيؤولينا إن الروبل قريب من قيمته الحقيقية، مضيفة أن المركزي الروسي لا يرى أي تهديد على الاستقرار المالي في روسيا جراء انخفاض قيمة الروبل.

 

*************************************

مجلـــة البنك والمستثمر
العدد 199 _تموز 2017