روسيا وتركيا تفتحان صفحة جديدة وتستأنفان مشاريع مشتركة

فتحت زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى روسيا الباب أمام صفحة جديدة في  العلاقات الاقتصادية التركية الروسية التي تدهورت بشكل كبير عقب حادثة إسقاط  سلاح الجو التركي لقاذفة “سو-24” الروسية في أجواء سورية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015  والتي دفعت موسكو الى فرض عقوبات انتقامية على أنقرة كبدت الاقتصاد التركي خسائر كبيرة.

 

 

زيادة التبادل التجاري لـ100 مليار دولار

 

وبعد لقاء جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره التركي في مدينة سانت بطرسبرغ ، تعهد الطرفان

باستعادة العلاقات الاقتصادية القوية بين البلدين واستئناف التعاون في جميع المجالات، لاسيما إعادة إحياء مشاريع استراتيجية كمشروع نقل الغاز “السيل التركي”، وبناء محطة “أكويو” الكهرونووية.

 

وقال بوتين إن العقوبات التجارية التي فرضتها موسكو على تركيا “سترفع تدريجيا” ، موضحاً

أن الأولوية تتركز على العودة لمستوى التعاون الذي كان قبل الأزمة.

 

من جهته، اقترح  أردوغان على الرئيس الروسي الابتعاد عن عملة الدولار في التجارة بين روسيا وتركيا، واعتماد إما الليرة التركية أو الروبل الروسي في الحسابات التجارية بين البلدين، مؤكداً أن  بلاده تسعى لزيادة التبادل التجاري مع روسيا إلى 100 مليار دولار سنويا.

 

وكان حجم التبادل التجاري بين روسيا وتركيا يقدر بنحو 30 مليار دولار سنويا قبل الأزمة، لكنه تراجع في عام 2016  إلى ما بين 27 و28 مليار دولار حسبما أكد أردوغان  خلال الزيارة.

 

وفقدت الصادرات التركية  مليار دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري  بسبب الأزمة مع موسكو ،وفقاً لوزير الجمارك والتجارة التركي بولنت توفنكجي.

وتعد روسيا وجهة تصدير رئيسية لصناعة الغزل والنسيج والفاكهة والخضروات التركية.

 

مشروع السيل التركي

 

وحول استئناف العمل بمشروع الغاز الاستراتيجي “السيل التركي” الذي يقتضي بمد خط أنابيب الغاز من روسيا إلى تركيا عبر قاع البحر الأسود، قال أردوغان إنه أبلغ  الجانب الروسي عن عدم وجود مشاكل فيما يتعلق بالمشروع، كاشفاً أنه  تم التوصل إلى اتفاق أولي مع  روسيا حول تمويل الأجزاء المتبقية من المشروع بالمناصفة.

ومن المقرر أن تستورد تركيا  نحو 16 مليار متر مكعب من الغاز الروسي سنويا من خلال الخط ، على أن ترسل الفائض من هذه الكميات  إلى أوروبا عبر خط “تاناب” (خط أنابيب نقل الغاز الأذري إلى أوروبا عبر تركيا) ، حسبما أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو.

ويعتبر الغاز الروسي عاملا حيويا لدعم الاقتصاد التركي المتنامي. وتعتمد تركيا على روسيا في أكثر من نصف احتياجاتها من الغاز الطبيعي المستخدم في التدفئة وتوليد الكهرباء.

 

استثمارات مشتركة بملايين الدولارات

وفي مؤشر اضافي على تعافي العلاقات بين موسكو وانقرة ، اتفق صندوق الاستثمار المباشر الروسي مع شركة رينيسانس هولدنغ التركية المتخصصة في الإنشاء والاستثمار على تعزيز التعاون واستثمار ما يصل إلى 400 مليون دولار في مشروعات مشتركة في مجالات الرعاية الصحية والإنشاء والبنية التحتية.

وبموجب الاتفاق قد يستثمر كل من الصندوق المدعوم من الحكومة الروسية ورينيسانس التي تسيطر على شركة رينيسانس كونستراكشن للإنشاءات -والتي تركز على روسيا- ما يصل إلى 200 مليون دولار في إطار الشراكة.

وتمثل مشاريع البناء في الخارج أهمية كبرى لتركيا، وتعد روسيا ثاني أكثر الدول أهمية، حيث تفوز فيها الشركات التركية بعطاءات ومناقصات كبيرة.

 

ومن المتوقع أن تقدم بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2018، التي ستستضيفها روسيا، فرصا جديدة لشركات البناء التركية.

 

 

مجلة البنك والمستثمر
العدد 189 _ شهر أيلول 2016