شركات الطاقة تتبنى استراتيجيات مختلفة لمواجهة أزمة النفط

تراجع كبير في حجم الإنفاق على المشاريع الجديدة

شركات الطاقة  تتبنى استراتيجيات مختلفة لمواجهة أزمة النفط

 

شهدت شركات الطاقة العالمية عاماً عصيباً عام 2015 مع هبوط اسعار النفط بأكثر من  70% منذ النصف الثاني  من 2014. ومن المتوقع أن تستمر معاناة هذه الشركات خلال العام الحالي ، حيث من المتوقع  بقاء أسعار الخام عند مستويات منخفضة نظراً لاستمرار تخمة المعروض النفطي في الأسواق العالمية بسبب  الحرب على الحصص السوقية  بين المنتجين الكبار، وعودة ايران  بقوة الى السوق بعد رفع العقوبات عنها، وتباطؤ الطلب على النفط في الصين ،أكبر مستورد للطاقة في العالم.

ومع تراجع أرباحها الى أدنى مستوى منذ عقود، اضطرت شركات النفط والغاز العالمية إلى اجراء أكبر تخفيض لإنفاقها وتبني استراتيجيات مختلفة للخروج من الأزمة، لكنها تواجه معضلة حقيقية تكمن في تحقيق التوازن بين خفض الإنفاق والحفاظ على البنية الأساسية وطاقة الإنتاج بما يتيح لها المنافسة والنمو عندما تتعافى السوق.

استراتيجيات  لتحقيق النمو

تتبنى الشركات استراتيجيات مختلفة لتحقيق نمو في المستقبل وتفضل غالبا التركيز على مجالات خبراتها والمواقع الجغرافية لأصولها الرئيسية.

فعلى سبيل المثال تنسحب شركات شيفرون وكونوكو فيليبس وهيس كورب الأميركية من مشروعات المياه العميقة الأكثر تكلفة لتركز على حقول النفط الصخري في الولايات المتحدة.

وتراهن بي.بي البريطانية على حقول الغاز البحرية في مصر حيث تعتزم استثمار 12 مليار دولار فيما فضلت رويال داتش شل مسارا بديلا حيث تسعى إلى تأمين مستقبلها من خلال الاستحواذ على بي.جي غروب البريطانية في صفقة بقيمة 53 مليار دولار.

وفي السنوات الخمس التي سبقت الهبوط تسابقت شركات الطاقة الكبرى على زيادة الطاقة الإنتاجية بما في ذلك شراء حصص في حقول كبيرة مكلفة تقع في بعض الأحيان على عمق آلاف الأمتار تحت سطح البحر وعلى بعد أميال عن اليابسة.

ورغم ذلك خفضت الشركات إنفاقها الرأسمالي الإجمالي خلال العام الماضي وألغت خططا لمشروعات عملاقة تتكلف المليارات لتطويرها وتستغرق ما يصل إلى عشر سنوات حتى تصل إلى مرحلة التشغيل.

 

استثمارات قصيرة الأجل

كشفت  شيفرون ثاني أكبر شركة نفطية في الولايات المتحدة من حيث القيمة السوقية بعد إكسون موبيل عن خطط للإنفاق على استثمارات ذات دورات قصيرة الأجل ومشروعات أقل تكلفة يمكن أن تستغرق أشهرا وليس سنوات عديدة لتصل إلى مرحلة التشغيل.

وقال الرئيس التنفيذي لشيفرون جون واطسون إن الشركة لن تنطلق في مشروعات طويلة الأجل وإنها تفضل الاستثمارات قصيرة الأجل، مؤكداً إنه “إذا لم تحقق متطلباتنا فلن نستثمر.”

ورغم أن تطوير آبار للنفط الصخري قد يكون أكثر تكلفة من بعض مشروعات المياه العميقة على أساس تكلفة البرميل فإن الاستثمارات ذات الدورات الأقصر والأقل مخاطر في التنفيذ تعني أن الشركات يمكنها جني الأرباح سريعا.

وتتحرك استراتيجية الاستثمارات قصيرة الأجل بفعل عوامل من بينها أنه على عكس نموذج بي.بي فإن شيفرون لديها بالفعل خطط لمشروعات طويلة الأجل وتقوم حاليا بتطوير بعض أكبر مشروعات الغاز الطبيعي المسال في العالم مثل محطتي جورجون وويتستون في أوستراليا.

 

رهانات خاطئة

فاجأت إكسون موبيل الأميركية العملاقة الأسواق بخفض إنفاقها للعام الحالي إلى 23 مليار دولار، وهو أمر اعتبره المحلل لدى “تودور بيكرنغ هولت آند كومباني” أنيش كاباديا مؤشراً على أن الشركة، التي سجلت أقل ربح فصلي لها فيما يزيد عن عشر سنوات ، لا تخطط للاستثمار في مشروعات جديدة كثيرة.

وقال: “هذه علامة على أن إكسون ليس أمامها مشروع جذاب بما يكفي لتستثمر فيه وليست مستعدة للاستثمار في المنبع ولذا فإنها إذا أرادت النمو فسيكون عليها القيام باستحواذ .وفي تلك البيئة مع الصعود المحتمل لأسعار النفط فإن شيفرون تفعل الصواب وتستطيع البقاء على مدى السنوات القليلة المقبلة ويكون أمامها خيار النمو. وتأتي إكسون في المؤخرة وتبدو الأكثر تكلفة.”

ونصح كاباديا الشركة الاميركية بالاقتداء بشل والسعي وراء صفقة اندماج واستحواذ كبيرة.