اتفاقات نووية واقتصادية ضخمة توطد العلاقات الهندية الروسية

الاستثمارات المتبادلة بين البلدين قد تصل الى 50 مليار دولار

اتفاقات نووية واقتصادية ضخمة توطد العلاقات الهندية الروسية

تخطط روسيا والهند لزيادة الاستثمارات المتبادلة بينهما بنحو خمسة أضعاف خلال العقد المقبل، والارتقاء بالتبادل التجاري إلى مستويات أعلى، وتعزيز علاقتهما الاقتصادية والعسكرية والنووية خصوصا بعد تدهور العلاقات بين موسكو وأنقرة بعد اسقاط القاذفة الروسية سو 24 فوق الأراضي السورية في تشرين الثاني/نوفمبر 2015.

في هذه الاطار، قام رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بزيارة رسمية إلى موسكو استمرت يومين التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث وقع الزعيمان حزمة من الاتفاقات الثنائية تخص تسهيل الحصول على التأشيرة (الفيزا) لرجال الأعمال في البلدين، وتعزيز التعاون في قطاعات الطاقة النووية والمواصلات والنفط.

واقترح الرئيس الروسي تنظيم لقاءات لأوساط رجال الأعمال في البلدين مرتين في السنة، معربا عن رغبته بالمشاركة فيها، ومؤكدا أن موسكو مهتمة بزيادة منتوجات الشركات الهندية في روسيا، وبتنشيط تطوير التعاون الثنائي.

وقال بوتين في هذا الصدد إنه “من الضروري الآن دعم المشروعات بفعالية أكبر في قطاعات مثل التقنيات العالية والابتكارات والطاقة والطيران وانتاج السيارات والطب وصناعة الألماس. وأنوه بأن الشركات الروسية المتقدمة أثبتت نفسها بصلابة في السوق الهندية”.

كما لفت بوتين الى زيادة مجالات التعاون الروسي الهندي، حيث “يتم الآن إنهاء تشييد أول محطة للطاقة النووية “كودانكولام”، من مفاعلين نوويين، وسنبدأ قريبا ببناء مفاعلين إضافيين. ونخطط لبناء، خلال 20 عاما، 12 مفاعلا في الهند باستخدام التقنيات الروسية”.

وذكر أن “شركات الطاقة في بلدينا تزيد من التعاون في مجال التنقيب وإنتاج وتكرير النفط، إذ اتفقت شركتا “روس نفط” و”إيسير” الهندية على توريد النفط: 10 ملايين طن سنويا خلال 10 أعوام”.

 

تقارب حيال القضايا الدولية

أكد بوتين أن الهند تعتبر من أكثر المرشحين جدارة بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي ، مشيراً خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الهندي إلى أن الهند وروسيا تدعمان إقامة تحالف واسع ضد الإرهاب لمحاربة “داعش” على أساس القانون الدولي وتحت إشراف الأمم المتحدة، مؤكدا أن ذلك يصب في مصلحة المجتمع الدولي كله، مضيفاً أن البلدين ” يؤيدان التسوية السياسية في سورية، وعملية المصالحة الوطنية في أفغانستان”.

كما لفت بوتين الى أن “روسيا تدعم تعزيز الدور الهندي قدما في حل المشاكل العالمية والإقليمية”.

ونوه بأن “الهند، كدولة عظيمة تمارس نهجا سياسيا خارجيا متوازنا ومسؤولا، تعتبر واحدا من أكثر المرشحين المستحقين لنيل عضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي”، مشيراً إلى تقارب مواقف موسكو ودلهي حيال أكثر القضايا الدولية حدة.

 

تعزيز التعاون الدفاعي

وأكد الزعيمان كذلك دعم وتعزيز تعاون البلدين في المجال الفضائي وفي حقل بناء الصواريخ والمحركات، فضلا عن إجراء الأبحاث الفضائية وتصميم الأجهزة الفضائية، بما فيها الأقمار الاصطناعية الصغيرة وغيرها.

من جانبه أكد رئيس الوزراء الهندي قائلا: ” لقد تقدمنا في عدد من المشاريع الدفاعية مع روسيا، وهذا يعزز تعاوننا”.

 

كما دعا مودي الرئيس الروسي الى زيارة الهند قائلا: “حظيت مرتين بزيارة روسيا في عام 2015، وأنتظر زيارة الرئيس بوتين للهند مرتين خلال عام 2016، للمشاركة في قمة بريكس والقمة السنوية (الروسية-الهندية)”.

 

 

 

زيادة قيمة الاستثمارات

 

من جهته، كشف نائب وزير الخارجية الهندي سوبرإمانيام أن متوسط الاستثمارات المتبادلة حاليا بين بلاده وروسيا يبلغ نحو 11 مليار دولار، معرباً عن أمله بزيادتها إلى 30-50 مليار دولار بحلول عام 2025″.

 

كما تحدث المسؤول في وزارة الخارجية الهندية عن خطط لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وقال: “كان حجم التبادل التجاري بين روسيا والهند العام الماضي دون مستوى 10 مليارات دولار، نتطلع لزيادته إلى 30 مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة، إنها أولويتنا”.