بالصور: التداوي بالألوان

انتشر مؤخراً العلاج بطرق عدة فريدة بعيداً عن الطب الحديث والطب العربي والتداوي بالأعشاب أو حتى بالتعويذات، لكن ما يؤدي للذهول فعلاً هو التداوي بالألوان.

مفهوم التداوي بالألوان

يطلق عليه أحياناً العلاج بالأضواء الملونة أو علم الألوان، وهو طريقة طبية يدّعي البعض أنّها علمٌ زائف بينما يؤكد فاعليّتها آخرون بأنها تهدف إلى موازنة الطاقة التي يفتقر إليها جسم الشخص على الصعيد الروحي والعقلي أو الجسدي والعاطفي.

وعلى الرغم من مرور أكثر من مئة وخمسين عاماً على بدء دراسة تأثير اللون على الإنسان وتأثيره العلاجي بصورة علمية لا يزال هذا الموضوع طور الاكتشاف البطيء على الصعيد الدولي إلّا ما ندر.

البدايات:

العلاج بالألوان ليس شيئًا جديدًا. تم استخدامه في الممارسات الطبية منذ أكثر من 2000 عام في مصر القديمة والصين. بالطبع ، لم يكن لدى الناس في ذلك الوقت أي فهم للعلم الكامن وراء الضوء والألوان المختلفة ، لكنهم آمنوا بالتأكيد بخصائصهم العلاجية.

اعتبر المصريون القدماء العلاج بالألوان جزءًا من أساطيرهم وقاموا ببناء غرف علاجية مختلفة مع بلورات ملونة مختلفة ، وزيت ، ومعادن ، وعلاجات. غالبًا ما كان يتم أيضًا الجمع بين العلاج بالألوان والعلاج بالروائح.

في الهند القديمة بدأ الرأي الذي لا يزال قائما حتى يومنا هذا في بعض الأديرة أن ضوء الشمس ضروري للشفاء والرفاهية. في اليونان القديمة ، بدأ ظهور البروز المادي للون الذي لا يزال يهيمن على حياتنا في العصر الحديث. أنقاض التماثيل والمعابد التي نراها اليوم باللون الأبيض كانت مطلية في الأصل بألوان زاهية لافتة للنظر.

نشر هذه العلم

بغية نشر أهمية الألوان واعتمادها كعلاج أساسي، نشأت في الآونة الأخيرة مؤسسات عدّة ومراكز بحث وتدريب وعلاج متخصّصة في دول غربية على الخصوص. ومن أهم تلك المؤسسات غير الحكومية المختصّة في العلاج باللون في بريطانيا “مؤسسة التدريب على العلاج بالألوان” و “رابطة العلاج بالألوان” و “الألوان الدّولية” وهي جميعاً هيئات أسستها “جون ماك ليود” إحدى أبرز الخبراء في العلاج في بريطانيا والعالم.

ألوان

تاريخ العلاج بالألوان

اعتبر “ابن سينا” أنَّ اللون ذا أهميّة حيويّة في التشخيص والعلاج وناقش هذا الموضوع في كتابه القانون في الطب حيث قال: (اللون هو أحد أعراض المرض التي يمكن ملاحظتها) وطوَّر ابن سينا مخطّطاً يربط اللون بدرجة حرارة الجسم وحالته الجسديّة فكان بمنظوره أن الأحمر يحرّك الدّم والأزرق والأبيض يبرّداه بينما يقلل اللون الأصفر من آلام العضلات والتهابها.

وأجرى الجنرال الأمريكي “أوغستوس بليسونتون” تجاربه الخاصّة ونشر عام 1876 كتابه (تأثير الشعاع الأزرق من أشعة الشمس واللون الأزرق من السماء) حول كيفية تحسين اللون الأزرق لنمو النبات والمحاصيل والماشية وإمكانية المساعدة في الشفاء من المرض وهذا ما جعله يؤثر على العلماء لإجراء التجارب وجعل الضوء وأشعته فرعاً من فروع الطّب ومبادئ الضوء واللون.

كما نشر العالم الأمريكي الهندي “دينشا بّي غديالي” موسوعة طيف قياس الألوان وهي موسوعة عن العلاج بالألوان حيثُ زعم أنّه اكتشف كيف يمكن للأشعة الملوّنة أن يكون لها تأثيرات علاجية مختلفة على الكائنات الحيّة معتقداً أنّ الألوان تمثّل فاعلية كيميائيّة ولكلّ كائن ونظام في الجسم لون معيّن يحفّز وآخر يمنع عمل النظام أو الجهاز وواصل نجله “داريوس نيشا” تقديم معلومات حول العلاج بالألوان عبر جمعيّة دينشا الصحيّة.

التأثيرات العلاجيّة للألوان:

  • الأحمر: يستخدم لتدعيم الطاقة الحيوية.
  • البرتقالي: مرتبط بالسعادة ومقاومة الاكتئاب.
  • الأصفر: يفيد في زيادة التركيز.
  • الأخضر: يمثل النقاء والاتّزان ومرتبط بالطبيعة.
  • الأزرق: يفيد في تقوية العلاقات الاجتماعية والمهارات الكلامية.
  • الأرجواني: يرتبط بالنّفس العليا وعلاج الأمراض النّفسيّة.
  • التركواز: لا يرتبط بمركز طاقة معيّن من المراكز السبعة ويفيد في الأمراض الالتهابيّة.
b83458f766189fbe622d167f954711e4

الشاكرات الملوّنة

يعتقد ممارسو الأيورفيدا (علم الحياة) أنّ للجسد سبع شاكرات ويدعي الكثير أنّها مراكز روحيّة ويُعتقد أنها موجودة على طول العمود الفقري ويربط فكر العصر الحديث أن كل شاكرة تتأثر بلون واحد من طيف الضوء المرئي ووفقاً لتأثيرها بوظيفة الجهاز أو النظام الجسدي تصبح الشاكرات غير متوازنة وتؤدي إلى الأمراض الجسديّة وتطبيق اللون المناسب يمكن أن يعيد توازن هذه الاختلالات.

غرفة ملونة

طرق العلاج بالألوان:

هناك طرق عدّة لشحن الجسم باللون الناقص مثل:

  • العلاج بالألوان في المنزل بالاعتماد على الاختيار الفطري للون الذي تشعر أنّك بحاجة إليه وبتأثيره المساعد لك على الارتياح.
  • التنفس اللوني: هذه الطريقة تعتمد على الخيال بأنّ اللون يغمر جسمه والتصوّر الذهني بتنفس لون معيّن ليستعيد توازن طاقته.
  • الحمّام اللوني: تستطيع أن تُشعل مصباحاً يحمل ضوؤه اللون الذي تريد ثمّ استرخي تحت هذه الحمّام اللوني أو يمكنك أن تضع على زجاج نافذتك التي ينفذ منها ضوء الشمس الورق التي تريد لونه لتعكسه لك الأشعة وتسترخي تجاه اللون النافذ.
  • ألوان الملابس والديكور: حيث تؤثر ألوانها على حالتنا المزاجية ويمكن اختيار الألوان الزاهية التي تقاوم الاكتئاب وتساعد على اكتساب الثقة بالنّفس والألوان الهادئة التي تمنعنا من التوتر والانزعاج.

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق