توقعات نمو الاقتصاد الصيني في 2021

توقع مستشار السياسات لدى بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) ليو شي جين، الجمعة، أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي 8-9% في عام 2021 في ظل “ظروف اعتيادية”، وبما يزيد عن 15% على أساس سنوي في الربع الأول، خصوصا أنّ الصين تعافت بشكل سريع من تداعيات كوفيد-19 في 2020، وشهدت انتعاشا اقتصاديا وسط ارتفاع الطالب العالمي على منتجاتها.

وأوضح ليو أنّ هذا النمو لن يعني أن الصين عادت إلى فترة “نمو مرتفع”، مضيفا في مؤتمر افتراضي أنه إذا بلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي في 2020 و2021 نحو 5%، فإن هذه لن تكون نتيجة “سيئة”.

اقتصاد الصين

نما اقتصاد الصين 2.3% في العام 2020 في ظل اضطرابات كبيرة ناجمة عن جائحة كوفيد-19، علما أنّ البلاد استخدمت 31.2 مليون جرعة من اللقاح حتى 3 فبراير/ شباط 2021، في واحدة من أكبر حملات التطعيم في العالم.

وارتفع الاستثمار الأجنبي في الصين بنسبة 4% في عام 2020، مقابل انخفاضه 49% في الولايات المتحدة، وفقًا لتقرير صدر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية. وجذبت الصين استثمارات أجنبية في 2020 بـ163 مليار دولار بينما تراجعت الولايات المتحدة إلى المرتبة الثانية بـ134 مليار دولار.

سجلّت الصين فائضا تجاريا وصل إلى 78.17 مليار دولار في ديسمبر/ كانون الأول 2020، وهي أعلى قراءة مسجلة على رفينيتيف منذ 2007. كما ارتفعت صادراتها أكثر من المتوقع في ديسمبر أيضا، نتيجة ويادة الطلب العالمي على المنتجات الصينية، رغم أنّ زيادة اليوان رفع من التكلفة على المشترين من الخارج.

وعلى صعيد التكنولوجيا، ارتفعت شحنات الهواتف الذكية إلى الصين بنسبة 94.3% في يناير/ كانون الثاني من عام 2021، وتُعد شركة “أبل Apple” المستفيد الأكبر إذ ارتفعت مبيعاتها في الصين، بينما تراجعت مبيعات “هواوي Huawei” نحو 44% على أساس سنوي في الربع الأخير من العام 2020، وفقًا لبيانات من شركة الأبحاث Canalys. ووُضعت الشركة على القائمة السوداء للتجارة الأميركية في مايو/ أيار 2019 بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي، نفتها هواوي مرات كثيرة.

الخوف الأكبر من الولايات المتحدة

يبقى الخوف الأكبر للصين وشركاتها الولايات المتحدة، التي فرضت قيودا كثيرة عليها. ورغم التوقعات بأن إدارة الرئيس الجديد جو بايدن ستكون أكثر تساهلا مع الصين من الرئيس السابق دونالد ترامب، إلا أنّ الأحداث تجري معاكسة. إذ خاطب بايدن في مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير/ شباط 2020 قادرة أوروبا، وقال: “علينا الاستعداد معا لمنافسة استراتيجية بعيدة الأمد من الصين. علينا ضمان بأن تتم مشاركة فوائد النمو بشكل واسع وبالتساوي، ليس من قبل البعض فقط”، مضيفا: “”يمكننا مواجهة انتهاكات الحكومة الصينية الاقتصادية والإكراه وتقويض أسس النظام الاقتصادي العالمي”.

وكانت قد ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي الشهر الماضي،أن الولايات المتحدة في منافسة شديدة مع الصين، والرئيس بايدن يرغب في تناول العلاقات مع بكين بمنهج “الصبر”، ما يعني “أننا سنجري مشاورات مع حلفائنا الداخليين، أي مشاورات مع الديمقراطيين والجمهوريين، وسنسمح لعملية التفاعل بين المؤسسات أن تشق طريقها لبحث وتقييم الكيفية التي يمكن أن نتبعها للمضي قدما بعلاقتنا”.

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق