النفوذ الصيني في افريقيا يتوسع رغم تباطؤ النمو الاقتصادي

 

مساعدات وقروض تنموية بقيمة 60 مليار دولار

النفوذ الصيني في افريقيا يتوسع رغم تباطؤ النمو الاقتصادي

 

 

على الرغم من تباطؤ نموها الاقتصادي إلى ادنى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية بسبب ضعف الاقتصاد العالمي ،أكدت الصين مواصلة تقديم مساعدات تنموية لإفريقيا ، حيث تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال جولة قام بها لدول أفريقية في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 بتخصيص 60 مليار دولار لتمويل مشروعات تنمية وشطب بعض الديون ودعم المشروعات الزراعية في القارة السمراء ،وذلك ضمن خطة تستغرق ثلاث سنوات ستعزز نفوذ بكين في افريقيا.

وفي ختام أعمال منتدى التعاون الصيني الأفريقي في مدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا تم توقيع وثيقتي “إعلان جوهانسبرغ” و”خطة حركة التعاون” لتعزيز التعاون خلال الأعوام الثلاثة القادمة.

وقال الرئيس الصيني  إن الاتفاقين سيضيفان زخما للتنمية الشاملة في العلاقات الصينية الأفريقية، وسيوفران ضمانة سياسية لتعاون مشترك يعزز المصالح المتبادلة في مجالات مختلفة، مشدداً على أهمية التعاون الأفريقي الصيني لتعزيز الثقة السياسية المشتركة والتعاون في مجال الأمن، وتطوير التبادل الثقافي، وتعزيز التعاون والشراكة في المجال الدولي.

وأكد شي أن الصين لن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأفريقية وهو موقف حظي بتصفيق كبير من قادة يواجهون انتقادات قوية من الغرب بسبب سجلات بلادهم في مجال حقوق الانسان.

خطة تنمية شاملة

وشرح الرئيس الصيني خلال المنتدى الذي حضره عدد من القادة الافارقة خطة تنمية شاملة من عشر نقاط تقودها بكين مشددا على أن بلاده ترغب في بناء علاقة مع أفريقيا تقوم على المساواة.

وقال شي “لضمان التطبيق الناجح لخطط التعاون العشر هذه قررت الصين تقديم 60 مليار دولار في المجمل كدعم مالي، مشيراً إلى أن “هذه الخطط تهدف إلى معالجة ثلاث قضايا تعيق النمو في أفريقيا هي البنية التحتية غير المناسبة والافتقار إلى اليد العاملة الماهرة والمهنية ونقص التمويل.”

زيادة الاستثمارات

على الرغم من تباطؤ النمو في الصين ،ثاني أكبر اقتصاد في العالم، أكد شي إن بلاده ستزيد من قيمة الاستثمارات في المصانع التي تنتج البضائع المخصصة للتصدير إلى أفريقيا بالإضافة إلى شق الطرق وبناء المرافئ وسكك الحديد في القارة التي تعتبر منذ وقت طويل مصدرا رئيسا للسلع الأولية بالنسبة للصين.

من جهته، قال رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما الذي ترأس المنتدى مع الرئيس الصيني إن الدول الأفريقية تحتاج مساعدة الصين في معالجة مواردها الطبيعية الوفيرة التي قال إنها جعلت القارة نهبا للاستغلال في الماضي.

وتابع “وبهذا يعود ما هو مدفون في باطن الأرض بالنفع على بطون مواطنينا.”

وخلال المنتدى، وقعت الصين وجنوب إفريقيا عدة اتفاقات وقروض تقدر قيمتها بـ6.5 مليارات دولار، تتركز معظمها في إنشاءات البنية التحتية في الدولة الإفريقية العملاقة.

كما وقعت الصين و زيمبابوي عشر اتفاقيات اقتصادية خلال زيارة قام بها شي إلى البلد الأفريقي الذي يعاني من عزلة دولية ، بسبب برنامج إصلاح الأراضي، المثير للجدل.

وأشاد  رئيس زيمبابوي روبرت موغابي ،الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، بدور الصين في أفريقيا.

وقال موغابي “ها هنا رجل (شي) يمثل بلدا كان فقيرا يوما ما. بلد لم يكن قوة استعمارية لنا أبدا… انه يفعل لنا ما كان متوقعا من أولئك الذين استعمرونا بالأمس.”

والصين هي أكبر شريك تجاري لأفريقيا وبلغ حجم التبادل التجاري بينهما 220 مليار دولار في 2014 وفقا لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).

وبلغ حجم الاستثمارات الصينية في القارة 32.4 مليار دولار في نهاية 2014 وفقا لبيانات معهد أبحاث بي.إم.آي ومقره لندن.

 

تعاون أمني

تعتزم الصين انشاء قاعدة بحرية لوجستية في جيبوتي قبل نهاية 2017 تهدف إلى مكافحة القرصنة وضمان أمن مضيق باب المندب وخصوصا ضمان أمن السفن الصينية التي تمر عبر هذا المضيق، حسبما أكد وزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف .

وأوضح يوسف أنه يجب “ألا ينظر إلى القاعدة الصينية على أنها رغبة في التوسع الصيني في القرن الأفريقي أو في بقية أنحاء العالم“.

وينظر الأفارقة إلى الصين على أنها القوة الموازية في وجه التأثير الغربي.