التوتر بين روسيا وتركيا ينعكس ايجاباً على الامارات ومصر

استثمارات مشتركة وتعاون في مختلف القطاعات الانتاجية

التوتر بين روسيا وتركيا ينعكس ايجاباً على الامارات ومصر

 

في ظل تفاقم التوترات السياسية بين روسيا وتركيا على خلفية اسقاط القوات الجوية التركية لقاذفة روسية فوق الاراضي السورية في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 ، شهدت العلاقات الاقتصادية الروسية العربية تحسناً ملحوظاً ،حيث تسعى دول عربية كمصر والامارات للاستفادة من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها موسكو على أنقرة وذلك عبر تصدير السلع التي شملتها العقوبات ، وجذب السياح الروس الذين قاطعوا تركيا.

وفي هذا الاطار، قدم وزير التجارة والصناعة المصري، طارق قابيل، عرضاً لنظيره الروسي، دينيس مانتوروف، يقضي بسد احتياجات روسيا من المنتجات التي كانت تستوردها من تركيا.

وقال قابيل عقب عودته من دولة الإمارات وحضور مباحثات صندوق الاستثمار المصري الروسي الإماراتي المشترك، إن أهم الواردات التركية للسوق الروسية تتمثل في الخضر والفاكهة بنسبة 66 %، تليها الملابس والجلود، مؤكدًا أن مصر لديها الإمكانات لتوريد هذه المنتجات، ولديها طاقات تصنيعية هائلة في هذه القطاعات.

وطالب الوزير المصري الجانب الروسي بموافاة مصر بقائمة تتضمن أهم واردات روسيا من تركيا، حتى تتسنى دراسة إعداد زيارة للمستوردين الروس لمصر للتعرف إلى الشركات المصرية المنتجة وعقد اجتماع مع المصدرين المصريين، لبحث سبل التعاون بين الجانبين وتوفير كل احتياجات السوق الروسية من تلك المنتجات خلال الفترة المقبلة.

تعاون صناعي

أكد الوزير المصري أن التعاون مع روسيا في مجال إنتاج السيارات، وبصفة خاصة الشاحنات، للسوق المحلية والتصدير إلى أفريقيا يعد من المجالات الواعدة للاستثمار المشترك بين البلدين، لاسيما أن لدى مصر قاعدة جيدة من الصناعات المغذية في هذا القطاع.

على صعيد آخر، كشف وزير التجارة والصناعة الروسي دينيس مانتورف أن بلاده والامارات تبحثان إمكانية التعاون في إنتاج بضائع عالية التقنية بينها الأسلحة ،لافتاً إلى أن روسيا تعول على التعاون المستقبلي في تصدير منتجاتها من التقنيات العسكرية.

كلام مانتورف جاء خلال زيارة قام به إلى الإمارات على رأس وفد روسي كبير من وزارة الصناعة في نهاية تشرين الثاني 2015 ، حيث تم عقد جلسة اللجنة الحكومية المشتركة بين البلدين تناولت المشاريع العلمية –التقنية ومجال التعاون الاقتصادي بينهما.

ووقع الجانبان الروسي والإماراتي على مذكرة للتفاهم في مجالي حماية الملكية الفكرية والرياضة، ووجه الوزير الروسي الدعوة رسميا إلى المسؤولين الإماراتيين المعنيين ورجال الأعمال لحضور فعاليات منتدى بطرسبورغ التجاري الدولي المقرر في 20 حزيران/ يونيو 2016.

 

جذب السياح والاستثمارات

وعلى الصعيد السياحي، عبر وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان عن اهتمام بلاده بزيادة تدفق السياح الروس على الإمارات وتنشيط حركة الطيران والرحلات الجوية بين بلاده وروسيا.

وأشار خلال اجتماع اللجنة الحكومية الروسية الإماراتية المشتركة إلى أن بلاده تولي اهتماما كبيرا لهذه المسألة ومستعدة لمضاعفة الاستثمارات الإماراتية في الاقتصاد الروسي بما يشمل كذلك قطاع السياحة.

وقال: “نسجل في الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة في قيمة الاستثمارات المتبادلة، وخير شاهد على ذلك التعاون القائم بين شركة “مبادلة” للتنمية والطاقة والصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة”.

من جهته، أعرب مانتوروف عن تأييده التام لمساعي الجانب الإماراتي، ولفت النظر إلى احتمال تسجيل زيادة ملحوظة في نسبة السياح الروس ممن يختارون الإمارات وجهتهم.

وأضاف: “كفة الميزان على هذا الصعيد ترجح في صالح الإمارات، إذ نحن كذلك معنيون بزيادة نسبة السياح الإماراتيين إلى بلادنا، وهذا ما يفسر افتتاح مكتب سياحي روسي في الإمارات في يونيو/حزيران 2015”.

وقال الوزير الروسي بهذا الصدد: “نظرا للآثار الخارجية السلبية، نسجل انخفاضا في التبادل التجاري بين روسيا والإمارات، ونحن مستعدون على خلفية ذلك لبذل جهود إضافية بما يخدم العودة بالتعاون الثنائي إلى سابق عهده”.