«كورونا» يسرّع الدمج بين قطاع الصناعة والتجارة الإلكترونية

أكد خبراء أن الاضطراب الذي أحدثه وباء كورونا في سلاسل التوريد العالمية ساهم في تأكيد أهمية توظيف تقنية انترنت الأشياء في القطاع الصناعي ودمجها مع منصات التجارة الإلكترونية، جاء ذلك خلال مشاركتهم في جلسة نقاش نظمتها القمة العالمية للصناعة والتصنيع ضمن سلسلة الحوارات الافتراضية التي تعقدها بشكل اسبوعي تمهيداً لانطلاق مؤتمرها الافتراضي في 4 و5 سبتمبر/أيلول من العام الحالي.

خطوة تعزز سلاسل التوريد

وقالت المدير الأول العالمي لشؤون إنترنت الأشياء في شركة ديلويت، هيلينا ليساتشوك: “سيساهم توظيف تقنية انترنت الأشياء في القطاع الصناعي ودمجها بشكل كامل مع منصات التجارة الإلكترونية في تسهيل وتسريع المعاملات وبالتالي تعزيز سلاسل التوريد. وعلى الشركات الكبيرة مساعدة صغار الموردين والتأكد من تجاوزهم لهذه الفترة الصعبة ومساعدتهم في التخطيط للمستقبل، وذلك لتحقيق أكبر قدر من الفائدة للجميع.”

النائب السابق لرئيس شركة سامسونج إليكترونيكس، والمدير الإداري لشركة “تي أم سي”، سانجي كو، أشار إلى أن على الشركات العاملة في القطاع الصناعي الاستفادة من تجربة منصات التجارة الإلكترونية ونجاحها في توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والتحليل التنبؤي في أعمالها، وقال: “غالباً ما يشكل الدمج بين سلاسل التوريد والقطاع الصناعي تحديًا كبيرًا، فهناك العديد من المصانع الذكية التي لم تتمكن من تحقيق التكامل مع سلاسل التوريد. ولا شك أن سعيها نحو تحقيق هذا التكامل سيعود عليها بمكاسب كبيرة.”

ومن جانبه أوضح رئيس المركز المختص بالأعمال المستقبلية في الرابطة الألمانية لصناعة الهندسة الميكانيكية، إريك مايزر، أن توظيف تقنيات إنترنت الأشياء في القطاع الصناعي ودمجها مع منصات التجارة الإلكترونية سيتيح للشركات الصناعية تقديم خدمات ما بعد البيع متميزة تساهم في تعزيز أعمالها المستقبلية.

 

وأضاف: “تقوم شركات صناعة المعدات الثقيلة حالياً بربط المعدات التي توردها للسوق من خلال تقنية إنترنت الأشياء، وتستخدم البيانات التي تجمعها لفهم احتياجات العملاء وتقديم العديد من الخدمات الرقمية الجديدة. وقد تعزز منصات التجارة الإلكترونية التي تربط الشركات بالعملاء هذا التوجه في المستقبل القريب. ويمكن للتحول الرقمي أن يلعب دورًا كبيرًا في تقديم خدمات إضافية للعملاء، مما يعزز فرص نجاح الشركات الصناعية.”

ومن جهتها، أضافت “ليساتشوك” أن توظيف تقنية إنترنت الأشياء في القطاع الصناعي ودمجها مع منصات التجارة الإلكترونية سيساهم في تلبية الطلب المتنامي على تخصيص المنتجات وتصميمها حسب الطلب. وقالت: “توفر منصات التجارة الإلكترونية التي تجمع بين الشركات والعملاء منتجات مصممة خصيصًا لعملائها. ويمكن لشركات القطاع الصناعي محاكاة تجربة منصات التجارة الإلكترونية وتوفير إمكانية تخصيص المنتجات وتوزيعها على العملاء.”

دمج الشركات الصغيرة والمتوسطة

وأكدت ليساتشوك أهمية التعاون بين الشركات الكبيرة والشركات الصغيرة والمتوسطة وتقديم الدعم لها، سواء من حيث توفير البنية التحتية الضرورية أو الخدمات الرقمية بأسعار معقولة، خاصة في ظل الدور الكبير الذي تلعبه هذه الشركات في الابتكار وفي تقديم منصات تكنولوجية جديدة وأثرها الكبير على سلاسل التوريد.

وقالت ليساتشوك: “أتوقع مزيدا من التعاون بين الشركات الكبيرة والشركات الصغيرة والمتوسطة، خاصة وأن هذا التعاون سيساهم في خلق نماذج عمل جديدة. وأتوقع قيام الشركات الكبيرة بلعب دور أكبر وتحمل مسؤوليات اجتماعية أوسع، خاصة مع التوجه السائد بتأكيد الالتزام تجاه المجتمع والبيئة.”

وأكد مايزر ضرورة قيام الشركات الصغيرة والمتوسطة ببناء منصات تشاركية بالتعاون مع نظيراتها، مشيراً إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة غالباً ما تكون شركات صناعية متخصصة وتتمتع بقوة كبيرة في الاقتصاد. وقال: “تفتقر الشركات الصغيرة والمتوسطة، في الكثير من الأحيان، للمال أو القدرات اللازمة لإنشاء منصاتها الخاصة، لذلك يتوجب عليها التعاون مع بعضها البعض لتحقيق التكامل فيما بينها وبالتالي تحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة للجميع”.