دراسات.. استكشاف الفرص واستثمارها

يتعين على الشركات أن تواصل النمو لكي تنعم بنجاح طويل الأمد. ولفعل ذلك، عليك أن تحدد الفرص التي أضاعها منافسوك وتأتي بأفكار تساعدك على التميز في السوق. وليس بالضرورة أن يكون النمو ناتجاً عن إحداث تغييرات هائلة في نموذج أعمالك أو عروض منتجاتك؛ فمن الممكن أيضاً أن ينتج عن شيء بسيط يميزك عن نظرائك.

عادةً ما تبدأ صناعة الأفكار العظيمة بجمع المعلومات المتعلقة باحتياجات العملاء غير المشبعة والبحث في المشكلات التي يحاول الناس حلها. فالأفكار أساس العمل التجاري الناجح، لذلك لا بد أن تكون عقليتك منفتحة. وقد تتطلب بعض الأفكار مقدراً بسيطاً من التغيير لكي تغدو فرصة تجارية قابلة للتطبيق. ما الذي تحتاجه إذن لكي تحوّل طموحاتك الكبرى إلى أعمال مزدهرة على أرض الواقع؟

إجراء البحوث وتطبيق استراتيجيات النمو

إن الأفكار لا تظهر وحدها فجأة. ربما يحدث ذلك في حالات نادرة للغاية، لكن عليك إجراء بحوث في السوق غالب الأحيان. فهذا يسمح لك بفهم ما يتقنه منافسوك وما يستصعبونه من أعمال. بالإضافة إلى ذلك، ستتضح لك الجوانب التي يستمد العملاء القيمة منها، وما ينشدون تحقيقه عند الاستعانة بشركتك.

في ما يلي يقدم لنا منصور سروار، المدير الإقليمي في سايج الشرق الأوسط بعض الأفكار التي تعتبر نقطة جيدة للبدء:

تصفّح المواقع الإلكترونية لمنافسيك وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. هل يعرضون أشياء لا تعرضها أنت؟ ما هي آراء الناس حولها؟ ما هي أبرز نقاط القوة والضعف عندهم؟ اطلب من العملاء تقييم منتجاتك أو خدماتك من خلال إجراء استطلاع رأي بسيط على (سيرفي مونكي) أو منصات شبيهة. اجعل من هذه المعلومات قاعدةً تنطلق منها نحو التغيير والابتكار وتدعيم مكامن قوتك والتخلص من نقاط ضعفك. ولكي تبقى على اطلاع بآخر التوجهات، عليك أن تتابع وسائل الإعلام المحلية والدولية التي تعنى بشؤون التجارة والأعمال. وبمجرد أن تفرغ من إجراء البحوث، يمكنك البدء بتطبيق معلوماتك على هذه الاستراتيجيات الأربعة المتعلقة بالنمو، والتي تنضوي كل واحدة منها على مستويات معينة من الخطر:

  1. التغلغل في السوق

لكي تعزز تغلغلك في السوق، عليك أن تقوم ببيع المزيد من منتجاتك أو خدماتك القائمة في أسواقك الحالية. ومع أن هذه الاستراتيجية أقل خطراً من غيرها، لا بد أن تتوخى الحذر بشأن الاستثمار في هذه الطريقة إذا كان نموك يقترب من حالة التشبع، أو إذا كان من المحتمل أن ينخفض استهلاك منتجاتك بسبب ما يظهر من بدائل جديدة. وخير مثال على ذلك: خدمة “نتفليكس” التي أدت إلى زوال سوق الأقراص الرقمية.

  1. تنمية الأسواق

تقتضي تنمية الأسواق بيع منتجاتك أو خدماتك القائمة في أسواق جديدة. وهذه استراتيجية أشد خطراً لأنها قد تشمل مصاريف رأسمالية من دون أي ضمانة بالحصول على عائد استثماري. ولكون هذه الاستراتيجية تقوم على استخدام المنتجات الحالية، فلا توجد تكاليف ذات صلة بتطوير المنتجات، مما يساعد في تخفيف الخطر إلى حد معين.

  1. الابتكار في الخدمات أو المنتجات

إن طرح منتج أو خدمة جديدة في السوق اليوم قد يكون استثماراً مهماً للوقت والمال على صعيد تطوير المنتجات والتدريب والتسويق. فمن خلال التركيز على العملاء الحاليين، يمكنك أن تتعرف أكثر على عاداتهم وما يفضلونه من خيارات، وبالتالي أن تقدم لهم ما يناسبهم من عروض.

  1. التنويع

يمثل التنويع الاستراتيجية ذات الخطر الأكبر، إذ تستلزم دخول أسواق جديدة بمنتجات جديدة. وهذا يعني أن خبرتك بالمنتج أو العملاء المحتملين تكاد تكون معدومة. ومع ذلك، تمنحك هذه الاستراتيجية ميزة السبق والريادة في حال لاحظت فرصة معينة في إحدى الأسواق قبل غيرك.

  1. البيانات والموارد المالية والأفراد

لكي تقرر الاستراتيجية الأنسب لك، ألق نظرة فاحصة على كافة البيانات المتاحة لديك بحيث تتوصل إلى قرار حكيم وتزيد من فرصك في النجاح. واحرص على وجود الفريق المناسب إلى جانبك لكي تشرع في تطبيق استراتيجية النمو التي اخترتها. وبما أنك بحاجة إلى موارد مالية إضافية لكي تغطي مصاريف المنتجات أو الخدمات أو الأسواق التي تريد استكشافها، تأكد من أنك تملك مقداراً كافياً من المال، ولا تغفل عن مراقبة سيولتك النقدية. وسواء كنت تفكر في تطبيق استراتيجية نمو سريع أو تخطط لاتباع نهج بطيء وثابت في العمل، فإن هذا التفكير والتخطيط سيعود عليك بفائدة عظيمة في المستقبل.