دروس كشفها فيروس كورونا

قال الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد» موخيسا كيتوي، إنه من  السابق لأوانه معرفة مدى اختلاف العالم ما بعد انتشار فيروس كورونا، لكنه كشف لنا دروساً مهمة لم تكن واضحة قبله، وذكّرنا بمدى حاجتنا لمعالجة المشاكل الهيكلية المستمرة التي تواجه العالم بأسره. وما هو واضح هنا أن الأزمة قد أدت إلى تفاقم التفاوتات العميقة بين البلدان وداخلها.

الدروس المستخلصة

الدرس الأول: تغيرات في حالة الشعوب

وقال كيتوي في مقابلة مع صحيفة “دنيا” التركية ونشرها موقع الأونكتاد، إن الوباء يؤثر على الأغنياء والفقراء بشكل مختلف سواء من الناحية الصحية أو الاقتصادية، وذلك اعتماداً على الموارد المتاحة لهم وعلى البلد الذي يعيشون فيه، وحتى على نوع المنزل الذي يملكونه، أو نوع العمل الذي لديهم.

وأضاف: إن مصائر الشعوب التي تواجه الوباء مرتبطة أيضاً بشكل معقد بالخيارات السياسية لقادتهم.  كما عمقت الأزمة شكوك الناس في النخب السياسية واستياءهم من القرارات التي تتخذ من وراء الأبواب المغلقة دون شفافية. وفي جميع أنحاء العالم، سواء من واشنطن إلى بكين ونييويورك وجنيف، كشف الفيروس عن هشاشة المؤسسات الوطنية والإقليمية وهذا يدعو القيادة في جميع أنحاء العالم لمعالجة هذه المشاكل.

الدرس الثاني: يجب إعادة التحضير والبناء

واستطرد كيتوي قائلاً: “إذا تمكنا من تحقيق المزيد من التقدم في أهداف التنمية المستدامة، واتفاقية باريس للمناخ، فإننا سنكافح هذه الأزمة بقوة أكبر، وستكون أنظمتنا الصحية أقوى، وسيكون عدد الأشخاص الذين يعيشون على خط الفقر أقل، وسيكون بإمكاننا التغلب على عدم المساواة بين الجنسين والعيش في بيئة صحية.

باختصار، يمكننا أن نكون مجتمعاً أكثر مرونة. نحن بحاجة للنظر إلى هذه الأزمة على أنها فرصة لبناء مجتمعات أكثر شمولاً واستدامة من أجل التغلب على الأزمات المستقبلية بقوة”.

تحول رقمي.. تغيرات في عالم الأعمال

وفي سؤال حول التغيرات الجديدة التي سنراها في عالم الأعمال في فترة ما بعد كورونا، أجاب كيتوي قائلاً: “على الرغم من أن الفيروس التاجي قد كشف عن التفاوتات الصارخة التي يواجهها العالم، إلا أنه قد يسرع أيضاً من استيعاب الحلول والأدوات والخدمات الرقمية، حيث يقوم العام اليوم بمواصلة حياته اليومية والعمل على الإنترنت”.

ويرى الأمين العام للأونكتاد أنه مع فرض الحكومات والشركات قيوداً على السفر وتدابير التباعد الاجتماعي، تسمح الحلول الرقمية بالعمل عن بعد والتعلم والتسوق عبر الإنترنت. وقد يؤدي هذا في الواقع إلى تسريع التحول نحو اقتصاد رقمي أكبر  وهو أمر ظل الأونكتاد يلاحظه منذ بضع سنوات.

وتابع: نشرنا مؤخراً إحصاءات تظهر أن مبيعات التجارة الإلكترونية بلغت 25.6 تريليون دولار على مستوى العالم في عام 2018، بزيادة 8% عن عام 2017. وكانت هذه النتائج قبل أن يظهر فيروس كورونا، أما الآن ومع التحول الكبير في السلوكيات والأعمال سيكون الكثير من الناس مستعدين ومتحمسين للقيام بأعمال تجارية عبر الإنترنت بدلاً من التواصل الشخصي.

 

البنك والمستثمر: فريق التحرير