2020 العام الأكثر سخونة على الإطلاق!!

كشف تقرير جديد صادر عن الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، أنه من المرجح أن يكون 2020 هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق على الرغم من الانخفاضات الكبيرة في تلوث الهواء أثناء إجراءات إغلاق فيروس كورونا، لكن هناك فرصة بنسبة 75 % أن يكون عام 2020 هو الأعلى حرارة في التاريخ المسجل. حيث يتوقع علماء المناخ أن درجات الحرارة ستستمر في الارتفاع بسبب كمية الغازات الدفيئة التراكمية الموجودة بالفعل في الغلاف الجوي.
وذكرت وكالة NOAA إنه في حالة عدم تسجيل هذا العام للأكثر سخونة على الإطلاق، فإنه من المؤكد أن يتم تصنيفها في المراكز الخمسة الأولى.
الغازات الدفينة
وفي هذا السياق صرح “كارستن هاوستين”، عالِم المناخ بجامعة أكسفورد، “ستنخفض الانبعاثات هذا العام، لكن التركيزات تستمر في الارتفاع”، مضيفا “من غير المرجح أن نتمكن من ملاحظة أي تباطؤ في تراكم مستويات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.” وأضاف هاوستين، “لكن لدينا فرصة فريدة الآن لإعادة النظر في خياراتنا واستخدام أزمة كورونا كعامل محفز لوسائل أكثر استدامة للنقل وإنتاج الطاقة”.
وذكر تقرير سابق من مكتب الأرصاد الجوية احتمالات عام 2020 كونه العام الأكثر سخونة حتى الآن على الإطلاق بنسبة 50 %.
سواء أكان هذا العام سيحطم الرقم القياسي السابق أم لا، يتفق علماء المناخ على أن اتجاه الاحترار في السنوات الأخيرة يمكن أن يؤدي إلى كارثة بيئية.

علما ان عام 2020 قد شهد بالفعل عددًا من الارتفاعات القياسية، حيث سجل أعلى درجات الحرارة في شهر يناير، وشهدت بعض أجزاء أوروبا درجات حرارة 10.8 درجة فهرنهايت أكثر دفئًا من متوسطات 1981-2010.

كما أنه في فبراير/شباط، وصلت درجات الحرارة في القارة القطبية الجنوبية إلى درجة صادمة 68 درجة فهرنهايت، وكان متوسط درجات الحرارة العالمية ثاني أعلى درجة حرارة على الإطلاق بعد عام 2016.

عام الكوارث
يبدو أن عام 2020 يواصل تخصصه في الكوارث القياسية، فبعد فيروس كورونا الذي أصاب أكثر من 2.5 مليون شخص حول العالم، وأسفر عن وفاة أكثر من 175 ألف آخرين.
صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية قالت إن هناك فرصة بنسبة 75%  أن يحقق عام 2020 رقما قياسيا كأشد الأعوام حرارة منذ نشأة السجلات في عام 1880، وتتوقع الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA  أن يتجاوز العام الجاري عام 2020.
وأضافت أن هذا غير متوقع إلى حد ما، حيث لا توجد “ظاهرة إل نينيو” المعلن عنها في المحيط الهادئ الاستوائي، والتي تميل إلى توفير دفعة طبيعية لدرجات الحرارة العالية التي ترتفع بالفعل بسبب تراكم غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان في الغلاف الجوي.
ظاهرة “إل نينو”
ظاهرة إل نينو، أو التردد الجنوبي، ظاهرة مناخية عالمية، حيث يؤثر تغير الحرارة في أحد المحيطات على الجو بمنطقة أخرى بعيدة، ويحدث التردد الجنوبي نتيجة للاختلاف الموسمي للحرارة بين مدينة داروين بأستراليا وجزر تاهيتي. بينما يطلق لفظ إل نينو في حالة كون التغييرات للأبرد – على التأثير المتبادل بين التغير الحراري للمحيط قبالة الساحل الغربي بأمريكا اللاتينية وعدة مناطق أخرى بالعالم. في بعض الأحيان عند حدوث تغيرات حرارية كبيرة، تتسع تأثيرات إل نينو والتردد الجنوبي لترتبط ببعضهما البعض.
ومصطلح إل نينو  يعني الطفل بالإسبانية نسبة إلى الطفل المقدس (المسيح)، فهي ظاهرة تحدث وقت عيد الميلاد وتستمر لشهور عدة. وهو مصطلح استعمله الصيادون على سواحل بيرو والإكوادور للدلالة على تيار المحيط الهادي الدافيء وما يجلبه من أمطار غزيرة. وهو ظاهرة طبيعية تسبب اضطرابًا في الحياة الطبيعية في المحيط الهادي.
احصاءات
تستند توقعات NOAA ، التي تم إجراؤها في أواخر الأسبوع الماضي، على النمذجة الإحصائية الآن بعد أن بدأ الربع الأول من عام 2020 في بداية دافئة شبه قياسية، ويأتي في ثاني أحر فترة من يناير حتى مارس منذ بدء تسجيلات الأجهزة في عام 1880.
حيث شهدت كل من أوروبا وآسيا أكثر ربع أول من العام حرارة. في عام 2016 فقط أكثر دفئًا خلال هذه الفترة، وتميز ذلك العام بحدوث ظاهرة إل نينيو المكثفة بشكل غير عادي.
ومن اللافت للنظر أن الاختلافات في درجات الحرارة العالمية عن المتوسط ​​في شهري فبراير ومارس كانت من بين أكبر الاختلافات بين 1،680 شهرا في سجلات الوكالة. وقال ديريك أرندت، رئيس مراقبة المناخ في المراكز الوطنية للمعلومات البيئية التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي والمحيطات في آشفيل، نورث كارولاينا، خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف، إن شهر مارس كان ثاني أكبر شذوذ في أي شهر. بينما كان شهرا فبراير ومارس أشد الشهور دفئا من غير إل نينيو في قاعدة بيانات درجة حرارة لدى NOAA. مضيفا إن مارس هو الشهر الرابع والأربعون على التوالي والشهر الثاني والأربعون على التوالي الذي شهد متوسط ​​درجات حرارة عالمية أعلى من متوسط ​​القرن العشرين على الأقل. وقال إن شهر مارس تحسنت بمقدار 1.2 درجة فهرنهايت (0.7 درجة مئوية) منذ عام 1991.