مجمعان للصناعات النسيجية في دمشق وحلب

كشف المدير العام للمؤسسة العامة للصناعات النسيجية في سورية الدكتور نضال عبد الفتاح أن المؤسسة حققت أرباحاً  بلغت 472,4 مليون ليرة سورية حتى نهاية أيلول/ سبتمبر من العام الجاري، مبيناً أن قيمة إجمالي الإنتاج للشركات التابعة للمؤسسة وصلت إلى 29,1 مليار ليرة سورية بنسبة تنفيذ بلغت 44% من المخطط له، تتوزع بمعدل 16,6 مليار ليرة لشركات الغزل بنسبة 37% و9 مليارات ليرة لشركات النسيج بنسبة 63% من المخطط، و3,4 مليارات ليرة سورية في الشركات المتفرقة بنسبة 48%.

رؤية استراتيجية

أشار عبد الفتاح في حديث لـ”البنك والمستثمر” إلى أن المؤسسة وضعت رؤية استراتيجية للمرحلة المقبلة لتطوير عملها وتمكين منتجاتها من المنافسة، والتي يبرز منها إقامة مجمعين صناعيين متكاملين في كل من حلب ودمشق لتبدأ فيهما العملية الإنتاجية من المراحل الأولى (الغزل) حتى المنتج النهائي بأنواعه من الألبسة الجاهزة والداخلية وسواها، مبيناً أن المجمعين هذين يمكن أن يحققا مردودا اقتصاديا مهما من خلال جملة النشاطات المتكاملة التي يهدفان إلى ممارستها، والتي ستؤدي بالنتيجة إلى تخفيض تكاليف المنتجات والعمل بكفاءة عالية، لجهة أن هذا التكامل يخفف من الحلقات الوسيطة في تكاليف العمل لناحية المبيعات والعمالة وانسياب المواد بين الأقسام الإنتاجية وصولاً إلى منتج نهائي قابل للتسويق والمنافسة لتحقيق قيمة مضافة عالية، لافتاً إلى أن نشاط شركات المؤسسة لا سيما منها شركات الغزل تحتاج إلى بيئة عمل مناسبة تتمتع بالمرونة الكافية، والتي تؤدي بالنتيجة إلى تخفيض تكاليف المنتج والوصول إلى مواصفات عالية يتمتع من خلالها بقدرة تسويقية كبيرة، على اعتبار أن صناعة الغزول تمتلك رؤوس أموال كبيرة مستَثمرة وذات ريعية متدنية نسبياً، وتصنف كمرحلة إنتاجية أولى في سلسلة الصناعات النسيجية والتي تتحقق فيها القيمة المضافة في مراحلها النهائية، وبالتالي فإن استمرارية الاستثمار في صناعة الغزول خصوصاً القطنية منها يجب أن تتم المحافظة عليها وتطويرها، من خلال منحها مرونات كبيرة تساعدها في الاستمرار والتسويق بكفاءة عالية كالبيئة القانونية المناسبة والتسهيلات والدعم لمستلزمات الإنتاج والعمالة ونظام الأجور والحوافز المناسبين لتنمية هذه الصناعة وتنشيطها.

وفي ما يتعلق بالصعوبات التي تواجه المؤسسة وشركاتها، أكد المدير العام أن أبرزها يتمثل في خروج عدد لا يستهان به من الشركات من العملية الإنتاجية، ما أدى إلى انخفاض الطاقات الإنتاجية بشكل كبير وانعكاس ذلك بشكل سلبي على العملية الإنتاجية ككل، إلى جانب ارتفاع سعر المادة الأولية، ما يعني ارتفاع تكاليف المنتج وبالتالي زيادة المخزونات وانخفاض قيمتها مع الزمن، ناهيك بمخاطر تخزينها وتكبيد الشركات خسائر كبيرة، إضافة إلى الضغط الحاصل في الطلب على القطع الأجنبي، إلى جانب صعوبات تصدير المنتجات النسيجية وخاصة الغزول القطنية إلى الأسواق الخارجية نتيجة الحصار الاقتصادي القسري أحادي الجانب المفروض على الشعب السوري، ونقص اليد العاملة النوعية نتيجة الظروف العامة في البلاد.

خطوات للنهوض

المدير العام أكد أن المؤسسة نجحت في تحقيق جملة من الخطوات وتعمل على تحقيق بعضها الأخر لضمان النهوض بواقع بعض شركاتها من التي تأثرت بتخريب وإجرام الإرهاب أكثر من غيرها، مبيناً أن المؤسسة قامت بإعادة النظر بأسعار الغزول القطنية بما يتناسب مع متطلبات السوق الداخلية، بالتوازي مع استحصالها على موافقة بالسماح لشركات الغزول ببيع الغزول القطنية بالليرات السورية بغرض التصدير دون إعادة القطع، ناهيك بالمتابعة مع الجهات الوصائية لدعم الصناعات النسيجية وتمكينها من المنافسة داخلياً وخارجياً من خلال دعم الحلقة الأولى في عملية الإنتاج، بحيث لا تتحمل الصناعة أعباء دعم الزراعة، إلى جانب دراسة تطوير نظام التكاليف في الشركات العاملة التابعة للمؤسسة، وكذلك العمل على زيادة نسب تنفيذ الإنتاج والمبيعات وتصريف المخازين الأمر الذي أثمر عن تخفيض كميات المخازين في الشركات، مضيفاً بأن التنسيق قائم حالياً مع وزارة الزراعة لإحياء صناعة الحرير الطبيعي، وأخيراً إعداد الدراسات الفنية اللازمة من قبل الجانب الروسي الصديق في ما يخص مجمع حلب الصناعي المزمع إقامته وفق مذكرة التفاهم معهم.

وعن مؤشرات الإنتاج والمبيعات للمؤسسة حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري، قال الدكتور نضال عبد الفتاح أن إجمالي كميات الإنتاج من الغزول القطنية وصلت إلى 12310 أطنان بنسبة 52% من المخطط له، في حين بلغ إجمالي المنتج من الأقمشة الخامية 1404 أطنان بنسبة تنفيذ وصلت إلى 48% من المخطط، مبيناً أن كميات المبيعات الإجمالية من الغزول القطنية بلغت 14574 طناً بنسبة 61% من المخطط له، في حين بلغت كميات المبيعات الإجمالية من الأقمشة الخامية 923 طناً بنسبة تنفيذ وصلت إلى 31% من المخطط له.