25 مليون حقيبة سفر تُفقد سنويا في المطارات؟

عشرات ملايين الحقائب لا تزال تفقد خلال الرحلات الجوية، فيما تؤكد شركات الطيران انها باتت تفقد عددا اقل من الامتعة بسبب عوامل من بينها استخدام انظمة تعقب اكثر تطورا.

إنه شعور محبط لملايين الركاب، لكن لماذا يحدث هذا ؟ يتساءل محرر شؤون التكنولوجيا في هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) كريس بارانيوك قائلاً، لماذا يعجز قطاع الطيران الذي يستخدم أحدث التقنيات في الطائرات وأنظمة التحكم عن حل هذه المشكلة؟

انخفاض أعداد الحقائب المفقودة

وتقول شركة “سيتا” وهي شركة لتكنولوجيا المعلومات ترصد كيفية التعامل مع هذه القضية، إن عدد الحقائب التي لم تصل مقصدها قد انخفض من 46.9 مليون حقيبة في عام 2007 إلى 24.8 مليوناً في العام 2018.

وحدث هذا بالتوازي مع زيادة عدد المسافرين جوا إلى الضعف.

وتقول “سيتا” إن الاستثمارات في تقنيات التعقب تؤتي ثمارها. مثلا، تربط شركة خطوط “دلتا” الاميركية جهازا صغيرا للتعقب بالحقيبة، يمسح كل حقيبة بشكل أوتوماتيكي أثناء تنقلها عبر قاعات المطار، وهذا يجعل العثور عليها اكثر سهولة.

“في الإمكان الافتراض أن كل حقيبة من الحقائب المئة وخمسين مليونا التي ننقلها كل سنة ستحصل على جهاز تعقب”، يقول أحد موظفي شركة “دلتا” غاريث جويس.

وتقول شركة “دلتا” الآن أن 99.9 % من حقائب مسافريها تصل وجهتها.

لكن لماذا تفقد 25 مليون حقيبة حتى الآن ؟

تقول شركة “سيتا” إن كل الحقائب التي تضل طريقها خلال النقل الجوي تقريبا، تكون قد فقدت خلال عمليات العبور، وبعض الحالات تحدث بسبب التقاط المسافرين أو العاملين الحقيبة الخطأ.

أحد العوامل الأخرى وراء ضياع الأمتعة قد يكون تعقيد العملية. في بعض المطارات تستخدم الشركات موظفيها الخاصين، لكن في مطارات أخرى توكل المهمة لشركات مستقلة عن شركات الطيران.

الموز والتشفير والمسح

وبدأ استخدام نظام الرمز الإلكتروني في العام 1989، بينما بدأ استخدام نظام تشفير الأمتعة للرابطة الدولية للنقل الجوي في خمسينيات القرن الماضي. في بعض المطارات الصغيرة، لا يقومون بمسح حتى تلك البطاقات الصغيرة التي تحمل الكود.

مثلا، أعلنت شركة “زيبرا” التكنولوجية مؤخرا أنها زودت من يتعاملون مع الأمتعة في المطارات اليونانية بمئتين وثمانين جهاز كمبيوتر في 14 مطارا يونانيا لتمكينهم من مسح كود الحقائب.

 

ضياع الحقائب هي مشكلة يواجهها المسافرون الذين تكون وجهتهم مطارات صغيرة.

في العام الماضي شرعت المنظمة الدولية للنقل الجوي “إياتا” في تطبيق قانون جديد بهدف جعل المطارات وشركات الطيران تهتم بالأمتعة بشكل أكبر. وفقا للنظام القديم يجب متابعة الحقائب في أكثر من نقطة عبر الرحلة، كما يوضح أندرو برايس، وحتى حين وضعها داخل الطائرة، وحين تدخل نظام النقل في المطارات.

وفي العام الماضي أيضا صوتت لصالح استخدام بطاقات “فريد”عبر قطاع النقل بأكمله، وهي خطوة قد توفر مبلغ 3 مليارات دولار، حتى بعد حساب الأجهزة الجديدة التي يتطلبها النظام الجديد.

أنماط وتطبيقات

وتجري شركة “دلتا” تجارب في حقل “التعلم الآلي” من أجل تحديد نمط الحقائب التي تفقد بسهولة ونقاط الضعف في النظام، مثل بعض أنماط محطات الوصول.

ومن التجديدات أيضا بعض التطبيقات التي يستطيع الركاب من خلالها تعقب حقائبهم، ومع أن هذا لا يؤثر بالضرورة على حسن التعامل مع الحقيبة، إلا أن الركاب يحبون الحصول على معلومات في هذا المجال.

وتفيد “سيتا” ان أوروبا هي الأسوأ في معالجة قضية نقل الحقائب، حيث يختفي أثر أكثر من 7 حقائب لكل 1000 مسافر في السنة، بينما النسبة هي 2.85 في الولايات المتحدة و 1.77 في آسيا.

 

*************************************

مجلـــة البنك والمستثمر
العدد 223 _تموز 2019