2019: عام المنظومات الرقمية القائمة على البيانات

مع دخولنا العام 2019 فإننا نتطلع إلى الأمام ونفكر في الإمكانيات التي ينطوي عليها هذا العام الذي سوف نقترب في ختامه من نهاية العقد الأول من القرن الأول من الألفية الثالثة، منطلقين نحو عقد جديد من الابتكار يأخذنا إلى العام 2030، الذي نتوقع فيه، نحن المسؤولين في شركة “دل تكنولوجيز”، أن ندخل الحقبة المقبلة من الشراكات بين الإنسان والآلة، حيث تغمرنا جوانب المعيشة الذكية والعمل الذكي واقتصاد تتمّ فيه العمليات والإجراءات بلا تلامس. فما الذي يُنتظر أن يحمله لنا العام 2019 في جُعبته؟ إليكم أبرز توقعاتنا للعام 2019 عند دخولنا المنظومات الرقمية القائمة على البيانات.

تقنيات أعمق في المعيشة والعمل

يواصل المساعدون الافتراضيون تفوقهم في التقنيات الاستهلاكية، فالتقنيات المنزلية الذكية والسيارات المتصلة، ستواصل تعلّم ما نفضله وتسبقنا في تقديم المحتوى والمعلومات بناءً على تفاعلاتنا معها. وسنرى ذكاء الأجهزة هذا يندمج مع تقنيات الواقعَين المعزّز والافتراضي، مثل طاهٍ افتراضي يمكنه المساعدة في إعداد وجبة. وسيكون الأفراد أكثر ارتباطاً بصحتهم من خلال أجهزة لتتبع مستويات العافية، يمكنها التقاط المزيد من المعلومات، مثل التقلّب في معدل ضربات القلب، وأنماط النوم، وغيرها.

كذلك سيتبعنا “الذكاء الغامر” إلى أماكن العمل، إذ ستستمر أجهزة الحاسوب والأجهزة التي نستخدمها في العمل في التعلّم من عاداتنا، لتبادر إلى تشغيل ما نحتاج إليه من التطبيقات والخدمات.

البيانات المخزنة: منجمٌ من ذهب

لسنوات طويلة، واصلت الشركات تخزين مقادير ضخمة من البيانات. وفي الواقع، ينتظر أن يصل حجم البيانات بحلول العام 2020 إلى 44 تريليون غيغابايت أو 44 زيتابايت. وسرعان ما ستبدأ الشركات في استغلال ما لديها من بيانات ضخمة مع زيادة اتضاح ملامح التحوّل الرقمي وتبلورها.

ومع استمداد الشركات قيمة كبيرة من تلك البيانات، يُنتظر أن يتم توليد المزيد من الاستثمارات من قطاع التقنية. وسيظهر مزيد من الشركات الناشئة لمواجهة التحدّيات الكبرى التي تجعل الذكاء الاصطناعي حقيقة واقعة ملموسة: إدارة البيانات والتحليلات المشتركة، حيث يمكن أن نستمدّ الأفكار من أي مكان تقريباً، لابتكار حلول تمتثل مع التشريعات التنظيمية للبيانات بطريقة أكثر أماناً وذكاءً لتحقيق نتائج مذهلة.

مرحباً بالجيل “زد”

سيفسح أبناء جيل الألفية المجال أمام أبناء الجيل القادم “زد” (من مواليد ما بعد 1995) في أماكن العمل، ما يخلق قوى عمل متزايدة التنوع تمتد لتشمل معاً خمسة أجيال متعاقبة، ومن شأن هذا أن يخلق مجموعة غنية بالخبرات في الحياة والتقنية. وسيكون 98% من أبناء الجيل “زد” قد استخدموا التقنية كجزء من تعليمهم الرسمي، في حين أن كثيراً منهم ملمون بأساسيات البرمجة ويتوقعون أن تكون أفضل التقنيات وحدها جزءاً من عملهم الذي يتطلعون إلى ممارسته.

كذلك يتوقع أن يُحدث الجيل “زد” خطوات تقدمية في الابتكار التقني في أماكن العمل متيحين المزيد من الفرص للتعلّم التقني في العمل واكتساب مهارات جديدة لا سيما بين الموظفين من أبناء الأجيال الأكبر سناً. وكذا سيصبح الواقعان الافتراضي والمعزز أكثر شيوعاً ويساهمان في غلق فجوة المهارات لدى قوى العمل المتقادمة، مع إعطاء أبناء الجيل “زد” السرعة والإنتاجية التي يطلبونها.

سلاسل توريد أقوى وأكثر ذكاء

إيماناً من الشركات بانتفاعها من العديد من المزايا المرتبطة بالتشغيل المستدام لأعمالها، سوف تتبع نماذج أعمال تخلو من الهدر عبر الابتكار في مجال التدوير والممارسات التجارية والتشغيلية الحلَقية المغلقة. وسوف نرى تقدّماً يحصل في قدرات تتبع سلاسل التوريد، من خلال التدقيق وتسخير التقنيات الناشئة لتحديد الفرص الدقيقة الهادفة إلى إحداث التصحيحات المنشودة في سلاسل التوريد. ومن المرجح أن تلعب تقنية البلوك تشين دوراً حيوياً لضمان الثقة والسلامة في تحديد مصادر الشراء، مع ضمان استمرار الحصول على المعلومات والبيانات بشأن السلع والخدمات طوال حركتها على امتداد سلسلة التوريد.

 

*************************************

مجلـــة البنك والمستثمر
العدد 218 _شباط 2019