160 تريليون دولار خسائر عدم مساواة الدخل

كشف البنك الدولي في دراسة جديدة أن بلدان العالم تخسر 160 تريليون دولار من ثرواتها بسبب التفاوت بين النساء والرجال في مستويات الدخل التي يحققونها خلال حياتهم، أو ما يعادل في المتوسط 23 ألفا و620 دولاراً لكل فرد.

وشملت الدراسة، التي حملت عنوان “الإمكانيات غير المستغلة: التكلفة العالية للتفاوت بين الجنسين على صعيد الدخل”، 141 بلداً حول العالم، وسلطت الضوء على التكاليف الاقتصادية لعدم المساواة والتفاوت بين الجنسين من حيث خسائر رأس المال البشري.

مشاركة متواضعة

وأشارت الدراسة إلى أن النساء يواجهن في كل بلدٍ تقريباً حواجز أمام المشاركة الكاملة في القوى العاملة وكسْب قدْر ما يكسبه الرجال من الدخل. ولهذا السبب، فإن النساء لا يساهمن سوى بنسبة 38% فحسب من ثروة بلادهن من رأس المال البشري التي تُعرَّف بأنها قيمة دخول مواطنيها البالغين في المستقبل، بالمقارنة مع 62% للرجال. وفي البلدان منخفضة الدخل وتلك التي تندرج في الفئة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل، تبلغ مساهمة النساء الثلث فحسب أو أقل في ثروة رأس المال البشري.

وفي السياق، تقول كبيرة الخبراء الاقتصاديين في مجموعة البنك الدولي والمؤلفة الرئيسية للتقرير كوينتين وودون: تبلغ ثروة رأس المال البشري ثلثي الثروة العالمية المتغيرة للبلدان، متفوقة بمراحل عن الأشكال الطبيعية وغيرها من أشكال رأس المال. ولأن النساء يكسبن دخلاً أقل من الرجال، فإن ثروة رأس المال البشري على المستوى العالمي تقل نحو 20% عما كان يمكن تحقيقه.

المناطق

تتباين الخسائر في ثروة رأس المال البشري بسبب التفاوت في مستويات الدخل بين الرجال والنساء من منطقة إلى أخرى. وتبيّن أن أكبر الخسائر، التي يتراوح كل منها بين 40 و50 تريليون دولار، في مناطق شرق آسيا والمحيط الهادئ، وأميركا الشمالية، وأوروبا وآسيا الوسطى، ويرجع ذلك إلى أن هذه المناطق تمتلك معظم ثروة العالم من رأس المال البشري.

وفي منطقة جنوب آسيا، تُقدَّر الخسائر الناجمة عن التفاوت في مستويات الدخل بين الجنسين بنحو 9.1 تريليونات دولار، في حين تُقدَّر بنحو 6.7 تريليونات دولار في منطقة أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي و3.1 تريليونات دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، تُقدَّر الخسائر بنحو 2.5 تريليوني دولار.

حلول مطلوبة

وأكدت المديرة الإدارية العامة للبنك الدولي كريستالينا جورجييفا، أن ترك العالم 160 تريليون دولار على الطاولة عندما يهمل معالجة التفاوت في مستويات الدخل على مدى عمر الرجال والنساء، هو تذكيرٌ صارخٌ بضرورة تحرك القادة الآن في شكل حاسم للاستثمار في السياسات التي تعزز توفير فرص عمل أفضل وأكثر للنساء، وتحقيق المساواة في الأجور.

وفي الإطار ذاته، يشير التقرير إلى أن اعتماد برامج وسياسات تُيسِّر على النساء الوصول إلى أماكن العمل ومرافق البنية التحتية الأساسية، والحصول على الخدمات المالية، وتملُّك الأراضي، من شأنه أن يُساعِد في تحقيق المساواة بين الجنسين في مستويات الدخل.

 

*************************************

مجلـــة البنك والمستثمر
العدد 211 _تموز 2018