“صروح الإعمار” تطرح سيارتها الأولى

عززت شركة صروح الإعمار مكانة سورية في نادي الدول منتجة السيارات في الشرق الأوسط، بعد طرحها باكورة إنتاجها للعام 2017 في الأسواق السورية سيارة BYD F3 كاملة المواصفات من إنتاج مصنعها في مدينة حسياء الصناعية. شركة صروح الإعمار الناشئة من اتفاق مجموعة أمان القابضة التي يرأس مجلس إدارتها سامر فوز ومجموعة حميشو الاقتصادية، أطلقت سيارتها الجديدة في حفل أقيم لهذه الغاية في فندق Four Seasons بدمشق، بحضور وزراء الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل والصناعة أحمد الحمو والنقل علي حمود والمفتي العام للجمهورية العربية السورية سماحة الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون، وسفراء روسيا وروسيا البيضاء واليمن ومصر ودبلوماسيين ولفيف من مديري البنوك وحشد من الفعاليات الاقتصادية والإعلاميين.
فوز
وخلال الافتتاح أكد سامر فوز الذي يرأس ايضا مجلس ادارة شركة صروح الإعمار، إن قرار إنتاج سيارة سورية هو أمر نفتخر به جميعًا ، لكن نواة دخول عالم صناعة السيارات يحتاج بالدرجة الأولى إلى تطوير مصانع التجميع، ثم يبدأ التوسع في ذلك لتحويلها لصناعة محلية ناجحة وهذا ما سنعمل عليه مع مجموعة حميشو الاقتصادية.
وأضاف أن الاتفاق بين المجموعتين عزز البنية التحتية لشركة صروح الإعمار نتيجة رفدها بثلاثة معامل ، يبرز منها معمل لتجميع السيارات في مدينة حسياء الصناعية بحمص والذي بات معملاً عصرياً حديثاً، بعد أن تم تحديث خطوط إنتاجه وأدواته بالتعاون مع شركة PYD الصينية، بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 30 ألف سيارة، إضافة إلى رفد الشركة الجديدة بمعمل حديث لصهر المعادن في مدينة حسياء الصناعية أيضاً مجهز وفق أحدث التقنيات العالمية بطاقة إنتاجية تبلغ 1 مليون طن سنوياً، إضافة إلى معملين اثنين لدرفلة الحديد أحدهما في محافظة اللاذقية وثانيهما في حسياء الصناعية بمحافظة حمص، بطاقة إنتاجية تصل إلى 3,1 مليون طن سنوياً لتلبية احتياجات السوق المحلية السورية من منتجاتهما.
وأوضح فوز على ان قطاع الصناعة في سورية يعتبر من الركائز الأساسية لتنمية الاقتصاد، حيث أولت الدولة بقيادتها، اهتماما كبيراً بهذا القطاع لما له من مميزات تتعلق بالقيمة المضافة وتوفير فرص العمل والتكامل مع قطاعات أخرى لنسج بنية اقتصادية قوية تحافظ على المكتسبات التي تترتب عنها لكافة شرائح المواطنين. وضمن هذا الهدف تقوم استراتيجية مجموعة امان بتشجيع ودعم الاستثمار وخلق فرص عمل مستدامة، والمساهمة في إثراء الاقتصاد السوري، حيث تم اليوم اطلاق شركة اعمار موتورز لتجميع السيارات لتعزيز دور سوريا ليصبح رئيسياً في مجال تطوير وصناعة السيارات.
حميشو
من ناحيته لفت نائب رئيس مجلس إدارة الشركة عماد حميشو إلى أهمية الاندماج بين الشركات الوطنية بهدف تذليل العقبات وتطوير الخبرات الوطنية بما يسهم في تطوير الأعمال ويخدم الاقتصاد الوطني . والسيارة الجديدة التي تم تجميعها فى مصنع الشركة بحسياء تتصف بسعة محرك 1500 سي سي و 6 سرعات اتوماتيك ومانع انزلاق ووسائد هوائية للسائق المرافق ونظام تخميد عالي الأداء، بسعر لا يتجاوز 9 مليون ليرة متضمنة كامل المصاريف ، مع ضمان الشركة للسيارة بكفالة تتراوح بين 2 إلى 3 سنوات أو 60 ألف كيلو متر، كما سيتم طرح سيارتين أخريين من فئة Qsova باسم Q25 وQ35 خلال الفترة القريبة القادمة.
الحمو
وزير الصناعة السوري أحمد الحمو أكد خلال حفل إطلاق السيارة الجديدة أهمية اندماج الشركات والمجموعات الاقتصادية والإنتاجية الوطنية ذات الملاءة المالية القوية والبنى التحتية في تقوية الصناعة السورية وتمتينها، بما يؤمن خلق فرص العمل لليد العاملة، معتبراً أن إطلاق هذه السيارة خطوة مهمة في تعزيز الصناعة السورية ورفدها بطاقات جديدة، منوهاً في هذا السياق بالمرسوم التشريعي رقم 172 الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد لتخفيض الرسوم الجمركية على مستلزمات الإنتاج الصناعي والمواد الأولية المستوردة اللازمة للصناعة المحلية بمقدار 50%، ما يفرز انخفاض حتمي لكلف الإنتاج وبالتالي الأسعار النهائية للمنتج الأمر الذي ينعكس إيجاباً على دخل المواطن ومقدرته الشرائية، كما من شأنه تحفيز رؤوس الأموال ورجال الأعمال لإقامة بنى ومنشأت صناعية قادرة على تقديم السلع للمواطن، كما هي قادرة على المنافسة في السوقين المحلية والخارجية.
حمود
وزير النقل السوري المهندس علي حمود وفي كلمة له اعتبر أن إنشاء شركة جديدة باشرت الإنتاج وتقديم منتجاتها للسوق السورية، بمثابة رسالة تأكيد من القطاع الخاص الوطني عزمه على العمل والإنتاج رغم كل الظروف التي تواجهها البلاد من حصار اقتصادي جائر وحظر تقني، منوهاً في هذا السياق بما تقدمه الحكومة السورية وبتوجيهات مباشرة من السيد الرئيس بشار الأسد من دعم لهذا القطاع، وتوفير كل متطلبات النهوض به وتمتينه على اعتباره جزء رئيسي من الاقتصاد الوطني، وركيزة أساسية من ركائز النهضة الاقتصادية الجديدة في سورية في الفترة الحالية ومرحلة إعادة الإعمار التي بدأت في بعض القطاعات، مشيراً إلى الدور الذي يضطلع به القطاع الخاص الوطني في رفد الاقتصاد السوري بالطاقات والقدرات وتأمين فرص العمل، بما يتسق ويتوافق مع خطط الحكومة في هذا المجال، معتبراً القطاع الخاص شريكاً حقيقياً للحكومة السورية في التنمية والتطوير.
حسون
مفتي الجمهورية سماحة الشيخ أحمد بدر الدين حسون أكد أهمية الشراكة بين رجال الأعمال الوطنيين باعتباره تعاون حقيقي لما فيه خير البلاد بدلاً من الاختلاف والمنافسة المفضية إلى الخلاف، داعياً في هذا السياق رؤوس الأموال السورية ورجال الأعمال في الخارج للعودة إلى البلاد والمساهمة في إعادة إعمارها عبر البناء في المستشفيات والجامعات والمعامل ضمن قطاعات التعليم والصحة والصناعة، وكل قطاع يعود بالخير والفائدة على الوطن وأبنائه.
المفتي لفت في حديثه إلى أهمية الاندماج الحاصل بين المجموعتين لخلق كيانات اقتصادية جديدة قادرة على تأمين فرص العمل، ورفد الاقتصاد الوطني بالخبرات في مجالات جديدة ولا سيما منها إنتاج السيارات التي تعد من أهم قطاعات الصناعة وأكثرها تطوراً، معتبراً أن من الضرورة والأهمية بمكان تعميم هذه التجربة على اعتبارها جزء من تفاهم أبناء الوطن الواحد وشراكتهم وتلاحمهم، للمضي بسورية إلى بر الأمان وإخراجها من الأزمة التي حلّت بها.
مفتي الجمهورية أكد أن الاستثمار في الإنسان والأوطان أفضل أنواع الاستثمار، وهو ما قامت به شركة صروح الإعمار عبر إقامتها المعامل وتشغيلها الشباب السوري، في فترة تحتاج البلاد واقتصادها جهود كل أبنائها المخلصين، معتبراً أن الدخان الذي يخرج من مئذنة معمل يؤمن العمل والرزق لألف من اليد العاملة ويؤمن رزقها، أفضل لدى الله من مسجد يجلس فيه ألف مصلٍّ لا يعملون ولا ينتجون، داعياً إلى التكاتف والمحبة بين كل شرائح الوطن ولا سيما رجال الأعمال لأنهم عنوان ونموذج يُحتذى.
*************************************
مجلـــة البنك والمستثمر
العدد 199 _تموز 2017
تعليقات الفيسبوك