“المتحدة للتامين” تعبر الى مرحلة متقدمة من التقديمات

“المتحدة للتامين” تعبر الى مرحلة متقدمة من التقديمات

إعتبرت المديرة العامة بالتكليف للشركة المتحدة للتأمين هنادي جربوع، في مقابلة مع مجلة البنك والمستثمر، أن الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية أرخت بظلالها على جميع النشاطات الاقتصادية، بما فيها شركات التأمين. وكان التحدي الأهم الذي واجهته الشركات التأمين منذ بداية الأزمة، هو تقلبات سعر الصرف. لكنها رأت أنها تمكنت من الصمود والإنطلاق وهي تستعد للمرحلة المقبلة، بعد التحسن الذي طرأ على عمل الشركات.

وفي ما يلي نص المقابلة:

1 – كيف تقيمون النتائج المالية خلال النصف الأول من العام الجارين، هل سجلتم أرباحاً ً؟

حقق النشاط التأميني والاستثماري للشركة خلال النصف الأول من عام 2016 ربحاً بلغ (441961220) ليرة سورية مقارنة بمبلغ (130569167) ليرة للنصف الأول من عام 2015ن أي بارتفاع قدره (311392023) ليرة، وذلك بعد تحميل حساب الأرباح والخسائرن الأعباء، وكذلك حساب ضريبة الدخل.

وقد حافظت الشركة على محفظة تأمينية متوازنة، كما في الأعوام السابقة، أي أنها لم تركز أعمالها على نوع واحد من أنواع التأمين، بل تنوعت في أعمالها، وارتفع إجمالي الأقساط المكتتب بها في النصف الأول من 2016 مقارنة بالفترة نفسها للعام 2015 من (219667967) ليرة سورية إلى مبلغ (314858297) ليرة، أي بارتفاع مقداره 95190330 ليرة وبنسبة 43.4 %. كما حقق النشاط التأميني بعد تحميل حساباته بالاحتياطات والأعباء فائضاً قدره (159295089) ليرة مقارنة بمبلغ (45505296) ليرة للنصف الأول من عام 2015 بارتفاع مقداره (113789793) ليرة سورية، أي بنسبة 250.06 % عن العام الماضي.

2 – هل تشهد السوق السورية تحسناً، وكيف عززت شركات التأمين من تواجدها رغم تداعيات الحرب على القطاعات الاقتصادية ؟

شهدت سوق التأمين السورية تحسناً ملحوظاً خلال العام الحالي، عمـّا كانت عليه في سنوات الأزمة الأولى، ويعود ذلك إلى الانفراج الأمني في بعض المناطق، ما انعكس إنفراجاً اقتصادياً واجتماعياً، إضافة إلى رغبة المواطن بالعودة إلى ممارسة حياته الطبيعية وسلوكه الاقتصادي المعتاد قبل الأزمة.

ويشكل التأمين أحد الخدمات المدرجة ضمن السلوك الاقتصادي لدى فئة كبيرة من المواطنين. أما في ما يتعلق بقدرة شركات التأمين على الاستمرار في تقديم خدماتها، فلا بد أن نذكر هنا أن القرار لدى غالبية شركات التأمين بأن تكون جزءاً من مقومات الصمود والتحدي الاقتصادي، لتشكل رافعةً للخروج من الأزمة، وذلك من خلال التكيـّف السريع والدراسة العميقة لمتطلبات السوق في مرحلة الأزمة ومواجهتها بشكل فوري. وعلى سبيل المثال لا الحصر :

  • خلق منتجات جديدة تتناسب مع الوضع الراهن.
  • تقديم تسهيلات مالية للعملاء الراغبين في الحصول على الخدمات التأمينية.
  • نشر الوعي التأميني والتركيز على مدى أهمية هذه الخدمات التأمينية للفرد والمجتمع في ظل الأزمة الحالية.

3 – ما التحدي الأهم الذي ما زالت تواجهه شركات التأمين وله تأثير واضح على ادائها وربما حصول خسائر؟

مما لا شك فيه أن هذه الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية أرخت بظلالها على جميع النشاطات الاقتصادية، بما فيها شركات التأمين. ولعل التحدي الأهم الذي واجهته شركات التأمين منذ بداية الأزمة، هو تقلبات سعر الصرف وما يرافقه من عدم كفاية في مبلغ التأمين خلال مدته، وبالتالي عدم كفاية التعويض عند حصول الخسائر. إضافة إلى أن إنخفاض القوة الشرائية والعملة المحلية، أديا إلى الخروج الإجباري لفئة كبيرة من المواطنين من دائرة قطاع التأمين بوصفهم مؤمن لهم، وذلك لسد الحاجات الاستهلاكية الأساسية. كذلك تأثـّرت علاقات شركات التأمين المحليـّة مع شركات تأمين العالمية بفعل العقوبات الأوروبية والأميركية على سورية ككلن ما أدى إلى صعوبات كبيرة في البحث عن شركات إعادة تأمين صديقة للحصول على المتطلبات الدنيا لتمويل أعمال شركات التأمين.

4 – ماهي الخدمات التي تقدمها الشركة، وماذا عن التأمين الصحي ؟

ما زالت الشركة المتحدة للتأمين تقدّم الخدمات التأمينية نفسها التي كانت تقدمها قبل الأزمة، والتي يمكن أن نوجزها بشكل مبسـّط، بتأمين الممتلكات، التأمين الهندسي، تأمين الحياة، التأمين الصحي، تأمين المركباتن التأمين البحري، وغيرها من التأمينات العامة الأخرى.

أما في ما يخص التأمين الصحي، فما زالت الشركة تقوم بتقديم خدماته الفردية والجماعية ضمن العديد من الخيارات المتاحة أمام العاملين، وبما يتوافق مع متطلبات السوق السورية بهذا الخصوصن من حيث الخدمات والأسعار.

5 – هل تقوم الشركة بتأمين المنشآت الخاصة بالقطاع العام مثل الطائرات والبواخر؟

لا يمكن لشركات التأمين الخاصة تأمين الممتلكات الخاصة بالقطاع العام، مثل الطائرات والبواخر، وذلك بناءً على القرار الصادر لحصر تأمين المنشآت المذكورة في المؤسسة العامة السورية للتأمين.

6 – ما مدى التوافق بين ما تتطلع إليه شركات التأمين وما تقرره هيئة الاشراف على التأمين، وماهي الامور التي يجري الجدل حولها عادة؟

كان لهيئة الإشراف على التأمين، منذ نشأتها دوراً فاعلاً في تنظيم سوق التأمين السورية والرقابة على ممارسات جميع الشركات وتصويبها.

وفي المرحلة الحالية، يمكن وصف التوافق بين الهيئة وشركات التأمين العاملة في السوق السورية بالجيد، والذي لا يخلو من حاجته إلى العمل بشكل أكبر لتلبية متطلبات شركات التأمين وتسريع أعمالها والتركيز على المواضيع الجوهرية بدلاً من الروتينية.

  7 – نشر الوعي التأميني بين الافراد والمؤسسات ظل هاجساً، هل بات أكثر ضرورة في ظل الحرب ؟

إن نشر الوعي التأميني بين الأفراد والمؤسسات هو ضرورة دائمة في ظل السلم والحرب، بل ونعتبره ضرورة ملحة في ظل الحرب، وذلك لما تشكله تعويضات الحوادث من عامل مساعدة مادية للمؤمن له في ظل تعدد احتياجاته المترافقة مع انخفاض القوة الشرائية لليرة السورية، وما تسببه من إرباك للمواطن في تدبر أموره الحياتية والمعاشية.

8 – هل قدمت شركات التأمين ابتكارات في الخدمات التأمينية تلبي احتياجات السوق بعد  الحرب في سورية؟

حاولت شركات التأمين خلق منتجات تأمينية جديدة تناسب احتياجات السوق والفرد، بما يتلاءم مع تبعات الحرب في سورية.

وقد لاقت بعض الأفكار والمنتجات قبول ورضى فئات واسعة من الأفراد، في حين لم ترقَ بعض المنتجات الجديدة إلى مستوى مواكبة الأزمة والحرب. علماً أن هذه الابتكارات موضوع اجتهاد دائم ومستمر بين شركات التأمين للوصول إلى الخدمات التي تناسب الأوضاع الراهنة، والتعديل عليها أحياناً إن استلزم الأمر.

9– ماهي أولويات شركات التأمين حالياً، وكيف ترون آفاق صناعة التأمين في سورية ؟

أولويات شركات التأمين حالياً النهوض في صناعة التأمين في سورية وعلى مستوى الوطن العربي والعالم، والمساهمة في تعافي الاقتصاد السوري وعودة العجلة الاقتصادية للدوران في شكل فـّعال وايجابي، للمحافظة على الثقة بين المواطن وشركات التأمين والمحافظة على العمالة الجيدة واستثمار الطاقات البشرية الفتية في مرحلة إعادة الإعمار.

نثق بأن هذه الأزمة إلى زوال وستعود سورية قوية بجيشها وشعبها وقائدها وسيبقى الأمل في عودة الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه في كل القطاعات، ومن ضمنها قطاع التأمين .

مجلــــة البنك والمستثمر
العــــدد 191 _ شهر تشرين الثاني 2016