الصناعة السورية بحاجة لدعم حقيقي لتنهض من جديد

الصناعة السورية بحاجة لدعم حقيقي لتنهض من جديد

ارتبط اسم عدنان الساعور بصناعة الستانلس ستيل من خلال ماركة “هرت” التي حظيت بشهرة عالمية واسعة استطاع الساعور بناءها بالاعتماد على الكوادر السورية ومن خلال منشأة عملاقة، وجاءت الأزمة لتخرج هذه المنشأة عن الخدمة ولكن العزيمة والإرداة بقيت موجودة وعشقه للصناعة كان موجوداً من خلال التنوع في الصناعات الغذائية و الكيميائية و الهندسية وفي عام 2014 دخل عدنان الساعور مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق ليحمل هموم الصناعيين وخاصة المنكوبين في محاولة لدعمهم وأعادتهم للعمل ولكن يد واحدة لاتصفق ولابد من تعاون حكومي حقيقي لايبدو واضحا حتى الآن.
كيف كانت إنطلاقة شركة هرت وهل ستعود لطرح منتجات جديدة بعد التوقف لسنوات ؟
تأسست شركة هرت عام 1996 واختصت بصناعة الأواني المنزلية ، وتطور الاسم وانتشر عربيا وأصبح للشركة فروع في العديد من الدول العربية، ثم توسعنا في الآلات و الإمكانيات مع تصدير منتجاتنا بشكل كبير لأوروبا، وماساعدنا على الانتشار المواصفة الأوروبية الشاملة للمواصفة السورية و العالمية ونجحنا بتأسيس صناعة حقيقية بمواصفات عالمية.
ونتيجة للأزمة التي تعترض سورية فقد فقدنا هذه المنشأة الضخمة التي تتواجد في منطقة تل كردي الصناعية بريف دمشق والتي تعرضت للتخريب و السرقة ولم نعد قادرين على الإنتاج ومع ذلك بقيت منتجاتنا متواجدة بحدود ضيقة من الإنتاج السابق للشركة وعملنا خلال الفترة الماضية على العودة للإنتاج ضمن منشأة صغيرة و من المعلوم أن الصناعات الهندسية بحاجة لآلات ضخمة لايمكن وضعها في الأقبية كباقي الصناعات وإن شاء الله سنبدأ إنتاج اللأواني المنزلية من ماركت هرت قريبا وبنفس الجودة التي اعتاد عليها المستهلك.
هل هنالك دعم حكومي للصناعيين المتضررين للعودة للعمل ولوجزئيا ؟
حتى الآن لايوجد دعم حقيقي لإعادة الصناعيين في المناطق المحررة للعمل فهؤلاء الصناعيين فقدوا منشآتهم و آلاتهم ومستلزمات الإنتاج ولايستطيعون المباشرة إلا بعد عملية ترميم للمنشأة و شراء للآلات و المواد الأولية وللأسف لم تقدم الحكومة أي تسهيلات في هذا المجال لجهة منح قروض ميسرة للعودة الجزئية للإنتاج وتأمين البنى التحتية في هذه المناطق من ماء وكهرباء و اتصالات دون تحميل الصناعيين تكاليف إضافية لأنهم اليوم منهكين تماماً وليس لديهم أدنى سيولة لبدء العمل وخاصة أنهم متوقفين منذ سنوات فالصناعات الهندسية هي صناعة ثقيلة تحتاج أماكن واسعة وآلات ضخمة وليس كباقي الصناعات كالألبسة التي يمكن أن تعمل في أي مكان مهما كان حجمه.
كيف تقيم واقع الصناعات الهندسية اليوم كونك رئيس هذا القطاع في غرفة صناعة دمشق وريفها ؟
إن الصناعات الهندسية تعد أبرز فروع الصناعة السورية خلال فترة ما قبل الازمة لتنوع منتجاتها وتطورها السريع قياسا الى غيرها من الصناعات لدرجة باتت معها هذه الصناعة قبل الازمة تنتج خطوط إنتاج كاملة لمعامل ومصانع جديدة، وهذه الصناعات كانت تصدر منتجاتها الى مختلف دول العالم حيث كانت موجودة في نحو 43 دولة ومنها ألمانيا والسويد وكندا ،وكان هنالك بداية لعملية الترميم والنهوض هذه كانت مع بداية العام 2014 حيث باشرت الصناعات الهندسية سد الثغرات التي لحقت بسلاسل الانتاج خلال سنوات ثلاث من الأزمة لافتا الى ان منتجي هذا النوع من الصناعات اعتمدوا اسلوبا جديدا في تلافي الخسارات التي لحقت بهم ليتمكنوا من النهوض مرة اخرى حيث قام لفيف من الصناعيين بتجميع انفسهم وتكوين تكتل صناعي صغير في خطوة من شانها احداث عناقيد صناعية تخصصية يتولى كل مفصل من المفاصل فيها انتاج جزء من الشكل النهائي للسلعة وهذا التكتل يؤمن القوة لكل صناعي من خلال التكامل مع غيره على اعتبار ان ملاءته المالية لا تسمح له بالاقتراض ناهيك عن ان القروض متوقفة اصلا بقرار حكومي فيكون التكتل او بسيط النفقات والمتطلبات .
ماهو الدور الذي تقوم به غرفة الصناعة حاليا وهل نجحت برفع العبء عن الصناعيين ؟
تعمل الغرفة بكامل قدراتها على نقل مشاكل الصناعيين للجهات الحكومية ومحاولة إيجاد الحلول لها و العمل على استصدار القرارات التي تصب في مصلحة الصناعة السورية وهذا هو دورنا الرئيسي كما أن الغرفة ومنذ العام الماضي أطلقت الغرفة مهرجان التسوق الشهري الذي يقدم منتجات الصناعيين للمستهلكين بأسعار منافسة وأصبح هذا المهرجان محط أنظار الجميع في دمشق و المحافظات كما عملت الغرفة على متابعة إعادة تأهيل المناطق الصناعية المحررة وخاصة فضلون2 وهي مشاركة بلجان العمل في هذه المنطقة و مع هذا فالغرفة ليست جهة تنفيذية وبعض الجهات الحكومية قد لا تنفذ ماتم الاتفاق عليه مع الغرفة أو تصدر قراراً ولا تتابع تنفيذه .

مجلــــة البنك والمستثمر
العــــدد 191 _ شهر تشرين الثاني 2016