الرسائل الفورية في لبنان تفوق المتوسط العالمي

أظهر تقرير صادر عن  وحدة مختبرات المستهلك في شركة إريكسون أن المستهلكين في لبنان  يتبنون نمط حياة قائم على الاتصال على غرار نظرائهم العالميين، وان معالم هذا التوجه تُحدد بالتوجهات الثقافية-الاجتماعية من جهة، والمنتجات التي يستهلكونها والخدمات التي يستخدمونها عبر الإنترنت من جهة أخرى.

 

أسلوب حياة  قائم على التواصل

 

ووفقاً للتقرير، يتميز المستهلكون اللبنانيون بالنشاط الفاعل عندما يتعلق الأمر بالمشاركة والتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعتبر شبكة الإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية العناصر الأساسية التي تشكل معالم سلوكياتهم الاستهلاكية، كما أن ملكية شبكة البرودباند النقال في لبنان هي أيضا أعلى من المتوسط العالمي.

 

واوضح التقرير الذي حمل عنوان “الحياة القائمة على الاتصال في لبنان” أن المستهلكين اللبنانيين يتبنون تدريجياً أسلوب الحياة القائمة على التواصل، ولديهم نظرة إيجابية على التكنولوجيا، إذ أن 68 في المئة من اللبنانيين يملكون جهازين على الأقل أو أكثر، إلا أنه على الرغم من كونهم متقدمين على المتوسط العالمي في مجال الملكية والتواصل عبر اتصالات البرودباند المتنقلة، لكن المفاجأة أن الغالبية العظمى من المستهلكين في لبنان (76 في المئة) يستخدمون أقل من 1 غيغابايت من البيانات المتنقلة شهرياً، وهو ما يفسر سبب تركيز المستخدمين على الأنشطة الأقل اعتمادا على بيانات مثل الشبكات الاجتماعية والتصفح.

 

مشاركة خجولة في مجال الذكاء الجماعي

 

كما يظهر التقرير أن المستهلكين اللبنانيين نشطين في مجال المشاركة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، منوهاً بأنه عندما يتعلق الأمر بالمشاركة في اثنين أو أكثر من مجتمعات الرسائل الفورية، فهي تأتي قبل نظيراتها العالمية بنسبة 8 في المئة. فيما أظهر التقرير أن 42 في المئة من المستهلكين في لبنان مشاركين في اثنين على الأقل من مجتمعات الشبكات الاجتماعية مقارنة بـ 46 في المئة على الصعيد العالمي. وفي حين أن المشاركة الاجتماعية من حيث الشبكات الاجتماعية والرسائل الفورية تتماشى مع المستويات العالمية إلى حد ما، إلا أن المستهلكين في لبنان لا يشاركون بنشاط في مجال الذكاء الجماعي، بسبب الاستخدام المنخفض لخدمات المشاركة مثل ايرينب وأوبر.

 

وبيّن التقرير أن المستهلكين في لبنان يسبقون نظرائهم العالميين في استهلاك أنشطة الاتصالات ، ولكن تتراجع النسبة  عندما يتعلق الأمر بالحصول على خدمات الرعاية الصحية على الإنترنت. وتناول التقرير تحليل سلوكيات الاستهلاك للإنترنت وتطبيقات الاجهزة المحمولة لكل من مواطني الشبكة ومتابعين الشبكة لأنشطة الاتصالات والرعاية الصحية. حيث وجد التقرير أن 19 في المئة من مواطني الإنترنت فقط حجزوا مواعيد الرعاية الصحية على شبكة الإنترنت، في حين بحث 17 في المئة للحصول على معلومات الرعاية الصحية على الإنترنت في ما لا يقل عن 50 في المئة من المرات التي تؤدي إلى الأنشطة المتصلة بالرعاية الصحية.

 

ووجد التقرير أن أكثر من 47 في المئة من بين مواطني الإنترنت،و31 في المئة من مستخدمي الشبكة في لبنان ينظرون إلى الخدمات القائمة على الإنترنت على أنها مفيدة. وما يثير الدهشة أن 17 في المئة فقط أعربوا عن مخاوفهم من تسجيل بياناتهم الشخصية من دون إذن منهم، مقارنة بـ 34 في المئة من المستهلكين العالميين.

 

ولفت التقرير الى أن أكثر من 29 في المئة من المستهلكين اللبنانيين زادوا من استخداماتهم للمكالمات على الإنترنت بواسطة تطبيقات الهواتف الذكية مقارنة مع المستوى العالمي، وذلك خلال أكثر من عام. كما زاد 27 في المئة منهم استخداماتهم للرسائل الفورية خلال الفترة نفسها. وبحسب التقرير فإن فجوة استخدام التطبيقات عبر الاجهزة المحمولة بين الأوائل والتابعين انخفضت لما يصل إلى 5-6 في المئة، الأمر الذي يعكس وجود إمكانات عالية للرسائل الفورية لتصبح التيار السائد في المستقبل القريب.

مجلــــة البنك والمستثمر
العــــدد 190
تشرين الأول